لا يفصلنا عن عيد الفطر المبارك سوى سويعات قليلة فتقبل الله منا ومنكم خالص الأعمال، وبمناسبة أن العيد فرحة وسعادة وأيضا عمل، اقتبست قصتين قصيرتين مما وردنى أخيرا على «الواتساب»، ولعل فيهما ما ينفع المؤمنين.
تحكى القصة الأولي، أن عالم أنثربولوجيا عرض لعبة على أطفال قبيلة «إكسوزا Xhosa» البدائية فى إفريقيا، فوفضع سلة فواكه قرب جذع شجرة، وقال لهم: إن أول طفل يصل الشجرة سيحصل على السلة بما فيها. ثم فوجئ بالأطفال يسيرون سويا ممسكين بأيدى بعضهم حتى وصلوا الشجرة، ليتقاسموا معا الفاكهة اللذيذة. فسألهم: لماذا فعلتم ذلك فيما كان يستطيع كل واحد الحصول على السلة له فقط؟.
لقد تعجب العالم من إجابة الأطفال وقالوا له:بأوبونتو Ubuntu«، أى يعنى كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيدا فيما الباقون تعساء، ليكتشف عالم الأنثربولوجيا أن كلمة «أوبونتو» تعنى (أنا أكون لأننا نكون). فتلك القبيلة البدائية عرفت سرالسعادة الذى ضاع من نفوس أخرى بمجتمعات متحضرة ترى أنها فوق غيرها. فالسعادة سر لا تعرفه إلا النفوس المتسامحة المتواضعة التى شعارها «نحن وليس أنا». فكل ما فى الدنيا ينقص إذا قسمته على اثنين إلا (السعادة) فإنها تزيد إذا تقاسمتها مع الآخرين. وتحكى القصة الثانية، أن طفلا دخل بقالة وطلب أن يستخدم التليفون، وظل صاحب المحل يراقب الطفل وهو يتحدث الى سيدة، حيث سألها إن كانت بحاجة الى شخص ليعمل عندها، فردت بالنفي. ثم أخبرها بأنه يستطيع أن يجز لها أعشاب الحديقة، فأخبرته بأن لديها من يقوم بهذا العمل. فقال لها: أنا استطيع تأدية المهمة بنصف الأجر، فرفضت السيدة. فأردف: سأجعل حديقتك الأجمل بالحي، فواصلت السيدة الرفض وأغلقت الخط. وهنا فرح الطفل والتفت إليه صاحب البقالة الذى أعجب بإصرار الطفل على الحصول على عمل، فقال له: نحن فى حاجة لك فى المحل. فرفض الطفل وشكره، وكانت المفاجأة عندما قال الطفل إنه يعمل عند السيدة التى تحدث إليها قبل قليل. فسأله الرجل بدهشة: لماذا سألتها عن عمل وأنت تعمل لديها؟ فأجاب:كنت أريد أن أعلم مدى رضائها عن عملى وهل أقوم به على أكمل وجه أم لا!. كان الطفل صغيرا ولكنه صاحب قلب كبير. طفل صغير وأطفال أوبونتو علمونا كيف ننعم بالسعادة والرضا.