منى العزب
صرخة قلم - نقاط الإتفاق وألغام الإختلاف
مهما اختلفنا هناك دائما نقاط للاتفاق هي زادنا في طريق التعايش. فرغم تباين الآراء إلا انه من الحكمة أحيانا ان نبحث عن مواضع التلاقي لنستند عليها.
الاختلاف والتناحر والنقاشات الساخنة كانت هي سمة الأجواء العامة خلال الفترة الأخيرة. فقد اختلف المصريون كما لم يختلفوا من قبل. وتربصت نقاط الخلاف ألغاما تنذر بالانفجار.
فقد ثار الجدل حول قضايا كثيرة منها أمور مصيرية، واجتذب كل طرف حبل النقاش ناحيته فكان الخطر في أن يسقط الجميع أو ينقطع مابينهم من وصال.
لم أشعر بالخوف علي وطني رغم كل ما يعلن عنه ليل نهار من وجود مؤامرات خارجية، ولا شعرت يوما بالقلق عليه الا عندما شطر الانقسام شعبه نصفين، ووقف كل منهما بالمرصاد متحفزا للآخر.
وأيا كان ما ستستقر عليه الأمور فإن المشكلة الأكبر، او بمعني أدق الأبقي هي الآثار الباقية في النفوس بعد الأزمات.. الغضب والاحتقان وعدم الرضا لهما آثارهما علي المدي البعيد. فالتأثيرات بعيدة المدي هي الأكثر خطورة، وهي التي تستحق ان يتحسب لها متخذ القرار.
فليسع كل منا وراء مايراه صوابا دون ان يفقد خيطا رفيعا بينه وبين من يختلف معه، فربما يأتي يوم يزول فيه الخلاف ولا يحفط تماسك النسيج الا تلك الخيوط التي تشبثنا بها يوما.
التعامل بعقل حكيم ومنطق سليم مع حالة الغضب لدي البعض هو مفتاح السر في طريق الوصول بالأزمات إلي بر الأمان. وهذا ما أنتظره ممن بيدهم القرار.. فقط من أجل مصلحة جماهير سارت طريقا شاقا طويلا في محاولة للوصول لأهداف كانوا يرونها بعيدة، ثم أصبحوا لا يرونها مطلقا.