الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان - من برلين لـ «عنتيبي» .. واتحاد نسائي أفريقي !
تزيد المسافة بين برلين »العاصمة الألمانية»‬ وعنتيبي أهم »‬المدن الأوغندية» عن 20 ألف كيلو مترا ذهابا وإيابا.. ومع ذلك قطعها الرئيس عبد الفتاح السيسي والوفد المرافق له خلال أقل من أسبوع علي رحلتين.. الأولي من القاهرة لبرلين والعودة، ثم بعدها بأيام من القاهرة الي عنتيبي والعودة.. والهدف في الرحلتين كان واحدا ، هو أفريقيا قارتنا الجميلة التي قال لي عنها د. بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة أن روابطنا بها أهم وأخطر من علاقاتنا بأوروبا !!
واذا كانت رحلة الرئيس الأولي كانت لحضور قمة ألمانية أفريقية مُصغرة لأهداف اقتصادية وفي جوهرها مكافحة الفقر في القارة البكر والأغني بالموارد الطبيعية.. فإن الثانية كانت قمة للدول الـ 11 التي تشكل حوض النيل لبحث قضية نقص المياة في منطقة هي الأكثر ثراء بالأمطار!!
يأتي ذلك لأن قرارا من مصر الجديدة قد صدر باستعادة مكانتها الأفريقية.. فرحلات الرئيس السيسي للقارة السمراء هي الأكثر عددا مقارنة بأوروبا أو الأمريكتين عن وعي كامل ، ليس لأن مصالحنا هناك فقط.. ولكن لأن مستقبل العالم فيها.. ولا نستغرب لهفة الغرب والشرق للتوغل فيها ، فقد رأينا قمما صينية و روسية وأمريكية وألمانية ولاتينية مع أفريقيا.. حتي ايران سعت لقمة ايرانية أفريقية، وبالطبع قبل كل هؤلاء »‬اسرائيلية»!!
لكن لمصر مزايا نسبية أضخم ولا تقارن بهذه التجمعات لخوض هذا السباق الدولي للاستحواز علي إفريقيا واكتساحه لصالحها بحكم التاريخ والجغرافيا.. و كم أرجو ألا نوقف تلك الجهود علي العلاقات الرسمية فقط، بل أتمني أن تقود السيدة غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي جهود المجتمع المدني المصري للتمدد في جوارنا الأفريقي، وأدعوها بالاشتراك مع المجلس القومي للمرأة لتشكيل منظمات مصرية أفريقية للمرأة والشباب والنشء ، وتكوين اتحاد يضم السيدات في كل من مصر و دول حوض النيل العشر الباقية لانني اعرف اهتمامها بالموضوع.
أذكر أنني تشرفت بزيارة الرئيس يوري موسفيني في منزله ضمن وفد اقتصادي عام 1999، واستقبلنا بحفاوة بالغة هو والسيدة حرمه التي حدثتنا كثيرا عن اعجابها بالمرأة المصرية ونجاحاتها ، وهذا طريق رائع نستعيد من خلاله علاقات قديمة من الثقة والاحترام.. وليكن طريقنا من القاهرة إلي عنتيبي مروراً بعواصم شقيقة نشرب كلنا من نيل واحد.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف