الأخبار
محمود صلاح
دموع الكلام - علمتني الحياة
علمتني الحياة ألا أصدق المثل الذي يقول: »اعمل الخير وارمه البحر»‬ والمقصود منه ألا تنتظر شيئا أو عائدا من الخير الذي تصنعه. لأنك رميته في البحر وسوف يغرق ويرتد في الأعماق إلي الأبد.
لكن الدنيا أكدت لي من أحداث حياتي نفسها. أن الخير لا يضيع أبدا. وأن كل عطاء لابد أن يكون له مردود في يوم من الأيام. وأنك لا يمكن ابدا أن تزرع دون أن يأتي عليك يوم أو موسم الحصاد.
وإذا كانت الكلمة الطيبة صدقة. فلابد أن عمل الخير صدقة أكبر. والله يربي الصدقات. وكل حسنة يفعلها الانسان يعطيه الله عشرة أمثالها. لكن كيف ومتي هذا شيء لا يعرفه سوي الله وحده.
وفي فترة من الفترات عشت محنة واختبارا صعباً. ووجدت نفسي ضعيفاً بلا حول ولا قوة بين المرض وإحساس الغربة. وظننت انها النهاية. وأنني سوف أرحل عن هذه الدنيا وحيدا.
وفي اللحظات التي فقدت فيها الأمل وغلبني اليأس. وأظلمت الدنيا في عيني. وضاقت الدنيا بي بما رحبت. أحسست وكأن يد الله امتدت من السماء. لتحيطني بالرعاية والأمن. وتنقذني من الخطر. بعد أن ظننت أنها فعلا النهاية.
لكن أكثر ما شعرت به هو هذا التعاطف الانساني الذي أحاط بي من الذين أعرفهم ويحبونني وأحبهم. والأهم والاغلب من أناس لا أعرفهم لكنهم يعرفونني ويحبونني. منهم من قال إنه صلي من اجلي ومنهم من أرسل لي الدعوات الصادقة عبر السماء.
وتأكدت وسط إحساس العرفان وطوفان الحب من أنني إذا كنت قد صنعت خيرا لأحد في حياتي فإن الله قد رد هذا الخير أضعافا وقت محنتي. وأضاء كل هذا الشموع الصادقة في ظلام أيام المحنة.
الخير لا يضيع ابدا. والعمل الطيب باق.والحب فضيلة الانسان ومنحة ورسالة الله.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف