طارق الأدور
كلام رياضي جداً - البطولة العربية كارثة علي الأهلي والزمالك
ما يحدث داخل أروقة الكرة المصرية الآن شيء لا يصدقه عقل.. فأنت لا تضمن جدول المباريات حتي لو كان قبل موعدها بـ 24 ساعة فقط بما يتنافي تماماً علي أي احترافية تعيشها كرة القدم في العصر الحديث. وهو الأمر الذي جعل الدوري المصري هو المسابقة الوحيدة علي وجه الأرض التي لازالت جارية حتي الآن في الوقت الذي بدأت فيه فرق العالم تستعد للموسم الجديد.
ومراراً وتكراراً قلنا ان أكبر أزمات الكرة المصرية هو عدم الالتزام بالمواعيد والتعديلات الكثيرة والمتكررة في جداول المباريات وكلها أمور قتلت مسابقة الدوري المصري أقدم البطولات في الشرق الأوسط وجعلته أبعد ما يكون عن الاحترافية.
نعم هناك أسباب خارجة عن إرادة الاتحاد وهي تدخل الأمن بسبب ما نمر به من أحداث الا ان هناك أسباباً عديدة تتحكم في الدوري المصري وتجعله مهتزاً. مثل الصوت العالي والحملات الإعلامية وفي كل مرة يتراجع الاتحاد للخلف ويرضخ لجلسات العرب التي تحل المشكلة وقتياً ولكنها تكون فتيل أي أزمة قادمة بدعوي "اشمعني" لأن كل القرارات تكون للترضيه.
وفي هذا الصدد فإن العنصر الأول لاحتراف الكثير من المسابقات التي أصبح المصريون يتابعونها أكثر من الدوري المصري مثل الدوري الانجليزي أو الأسباني أو الايطالي هي انتظام المواعيد.. لان تأجيل أي مباراة لا يتم إلا في حالات الضرورة القصوي التي تسمي "Force Majeure" مثل الكوارث الطبيعية أو أي ظرف من المستحيل معه إقامة المباراة لذلك انتهت كل البطولات في نفس المواعيد المحددة منذ سنوات وبدون تأخير ولو ليوم واحد فقط.
أما عندنا فنحن حتي الأسبوع 32 للمسابقة لا نعلم متي بالتحديد سينتهي الموسم في مصر وهل يستكمل أم لا.
وأجدني هنا مرة أخري أتعرض لاتحاد البيزنس في قراراته التي لا تعرف سوي المكاسب المالية. وهو أمر أكرر مراراً انه ليس خطأ في ظل قواعد الاحتراف الحديث التي تقضي بأن تقدم الرياضة بالصرف علي نفسها بعيداً عن ميزانية الدولة.
ولكن أتوقف عند قرار ربما سيربك الكرة المصرية تماماً ويؤثر عليها بالسلب وهو قرار مشاركة قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك في البطولة العربية التي تنظمها مصر.
هذا القرار خاطئ بكل المقاييس لانه لن يقدم سوي المال الذي داعب به الاتحاد العربي نظيره المصري من أجل إعادة البطولات العربية للحياة لانهم يعلمون ان البطولات العربية التي ماتت تماماً في السنوات الأخيرة. ولم يعد مجال لعودتها للحياة سوي إقامتها في مصر وبوجود أشهر ناديين عربيين الأهلي والزمالك.
وحتي نتخيل الموقف الجسيم الذي يوضع فيه لاعبو الأهلي والزمالك الذين يشكلون قواماً كبيراً من المنتخب الأول ومنتخب المحليين في هذه السنة الهامة التي تمثل أمل المصريين في العودة لكأس العالم بسبب تضارب المواعيد وكثافة المباريات حيث يتبقي لفريقي القمة 3 لقاءات في الدوري ومثلها في الكأس "دور الثمانية وقبل النهائي والنهائي" بجانب مباراتين متبقيتين في دوري مجموعات أبطال أفريقيا و6 مباريات أخري في دور الثمانية وقبل النهائي وانها إذا واصلا المسيرة بجانب مباريات منتخب مصر في تصفيات المونديال وعددها 4 ليحقق الحلم وتصفيات كأس الأمم للعملية التي تشمل مباراتين مع المغرب. أي نحو 22 مباراة للاعبي الصفوة في مصر بخلاف انطلاق الموسم الجديد خلال تلك الفترة بجانب 5 مباريات في مشوار الأهلي والزمالك في البطولة العربية.
كل تلك التداخلات في المواعيد والمباريات السبب فيها الأساسي اتحاد الكرة الذي سمع بهذا الهراء من أجل المادة وانتظروا الكوارث بعد المشاركة في تلك البطولة العربية.