أحمد عبد التواب
التعجيز من قطر ومقاطعيها!
هل يمكن أن يتوقع مقاطعو قطر منها أن تقبل الشروط الثلاثة عشر، التي منها إغلاق قناة «الجزيرة» وقطع علاقاتها مع إيران وجماعة الإخوان وداعش والقاعدة وحزب الله، وإلغاء القاعدة التركية علي أراضيها، وأن تُطرَح هذه المطالب في شكل إنذار خشن يُمهِل قطر 10 أيام فقط لإعلان الموافقة وإلا ضاعت الفرصة؟ ألا يرون شروطهم مطابقة لما يفرضه المنتصرون في الحروب علي المُنسَحِق؟ وما الذي يجبر تميم علي قبول ما سوف يُسجَّل عليه بأنه إذعان للإذلال؟ أم أن القصد الدفع به إلي الرفض المفضي إلي مزيد من التعنت والإيغال أكثر في سياسته؟ وكيف يمكن العمل علي استمرار سياسته التي كانت المُفَجِّر لموقف المقاطعة؟ أم أن هذه الشروط التعجيزية تأتي ردّاً علي الشرط التعجيزي الآخر الذي طرحته قطر بوجوب إلغاء المقاطعة وتوابعها قبل البدء في أي تفاوض دون إبداء أى وعد بأي التزام بأى شئ؟ وهل يمكن أن يحدث أى تطور إيجابي في الأزمة إذا سارت الأمور علي هذا النمط بهذا الإيقاع؟ وهل يمكن أن يكون لكل من الطرفين المتعارضين مصلحة في التسويف والتأخير؟ ومن يمكنه أن يصمد أطول في عملية العضّ التي يبدو حتي الآن أن كل طرف يثق في قدراته وينوي الخوض فيها حتي تتحقق مطالبه؟ ثم يأتي السؤال عن طرف من خارج النزاع يمكنه التدخل الإيجابي بين المتنازعين، فهل يمكن توقع أن يعمل علي الحل عنصر أجنبي تتحقق له أقصي مصلحة في حالة استمرار النزاع بل وتفاقمه؟ وأين مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية؟ أم تُرَي أن الأزمة سوف تتبدَّد فجأة، كما بدأت، وتنعقد جلسات تقبيل اللحي، ويتباري الخطباء في الإشادة بعلاقات الأشقاء التاريخية التى يسعي الأعداء إلي تخريبها؟.
وأما مصر، فما كان لها أن تتواني عن المشارَكة في قرار المقاطعة، توافقاً مع رؤيتها الواضحة، رسمياً وشعبياً، التي استقرت منذ سنوات عن وجوب التصدي للعداء القطري المشهَر بجرأة علي مصر وعلي اختيار شعبها. بما يلزم تجهيز السيناريوهات البديلة لاحتمالات المستقبل!.