الوفد
محمد عادل العجمى
م ... الآخر- عيد سعيد
نحن فى حاجة الى هدنة نلتقط فيها الأنفاس، ونعيد ترتيب الأمور، وننظر بعين التفاؤل الى المستقبل، ما دام هناك رب وخالق لهذا الكون الذى نعيش فيه، وإذا كان العمر مهما طال أو قصر، عبارة عن ساعة، فكلنا شاهدنا وعشنا ما يقرب من ست سنوات ونصف السنة حجم التحديات والأمواج العاتية، التى أصابت الوطن والأوطان العربية، وإذا جلس الإنسان ليتذكر هذه السنوات فلن يتذكر أكثر من لحظات عابرة مرت عليه، وأحداث سريعة أثرت فيه، تخيلوا ست سنوات ونصف السنة، ما يقرب من 2184 يومًا، وما يزيد على 52 الفًا و416 ساعة منذ ثورة 25 يناير 2011 حتى تاريخه، البعض يلعنها، والبعض يمجدها، والبعض لا يبالي، المهم نحن الآن نتذكر السنوات كأنها لحظة سريعة فى حياتنا.
لهذا يجب أن نتفاءل، فلا تشاؤم ولا تتطاير فى الإسلام، ولابد من أن نحسن الظن بالله، وعلينا السعى فى ملكوته، وهو القادر على أن يجنب أوطاننا الفتن، والفساد، وسوء المنقلب، نحن سوف ندخل فى هدنة اسبوعًا نحتفل بعيد الفطر المبارك، نلتقى بالأهل والأقارب، نصل حبال الود بمن قطعنا او قطعناه، نصفى انفسنا وقلوبنا من الحسد والحقد، والكراهية، أليس العمر ساعة، وما يدرى متى تكون ساعة كل انسان، لهذا يجب أن نبدأ العيد بصفاء النفس، والعفو عما سلف، والبعد عن الكراهية، حتى تجد نفسك مطمئنة هادئة دون متاعب.
وبعد سنة صعبة منذ رمضان الماضى، شهد فيه المصريون أكبر تضخم ربما يكون فى تاريخهم الحديث، وفقدوا على الأقل نصف ثرواتهم بسبب تعويم الجنيه، وزادت معاناة المصريين الذين يعيشون على إعانات الحكومة فى ظل الغلاء الفاحش، والعجز عن مواجهة التضخم، هذا التضخم الذى أصبح أكبر من قرارات تؤخذ وتوصيات صندوق نقد تنفذ، وإنما تحتاج الى تحرك عاجل من الدولة للإنتاج والصناعة والزراعة، فى المجالات التى يحتاج إليها المصريون لزيادة المعروض من السلع والخدمات والحد من الاستيراد بما يؤدى إلى تراجع فى التضخم، وتحسن فى الأجور، وعلاج العجز ووقف نزيف الديون. ونحن نعلم أن الشأن العام يشغل الجميع، ولكن خذ هدنة واستمتع بالعيد مع الأهل والأحباب.. كل عام وأنتم بخير.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف