عباس الطرابيلى
هموم مصرية - راح الهزار.. وجاء الجد!
لن نقول ـ ونحن نودع الشهر الكريم ـ كما قال أمير الشعراء أحمد بك شوقي عندما سقط وقال: رمضان ولي هاتها يا ساق: مشتاقة تسعى إلى مشتاق.. وظل أمير الشعراء يعاني من هذه القصيدة ما بقي من حياته.
ولكننا نقول: كفاية 40 يوماً بلا عمل جدي. أو حقيقي وهيا إلي العمل.. فلا أحد يستطيع أن يدعي أنه «عمل كما يجب» أو أنتج كما نهوى.. طوال الشهر الكريم.. وقد كانت الحكومة كريمة مع الناس.. عندما منحتهم بإرادتها حوالي 10 أيام ـ بعد صيام كامل عن العمل، وإقبال تام على الأكل، حتى حولناه من شهر للصيام إلي شهر للطعام.. وجعلنا منه للأسف، شهراً بلا أي إنتاج!!
<< والحكومة هنا قالت الاجازة بإرادتي.. بدلاً من أن يغتصبها المصري رغماً عنها.. فالمصري أبرع ما يكون في الحصول على الإجازة.. يوم أو يومان ـ قبل الاجازة الرسميةـ ويوم أو يومان ربما أكثر بعدها، ولعبة الخميس والجمعة والسبت عندنا خير دليل.. أو يحصل علي أيام عارضة أو والنبي تمضي لي.. المهم اننا أضعنا 40 يوماً بلا أي انتاج.. وكان «كل المصريين» الأكثر استهلاكاً في الطعام والشراب والتسالي.. والكعك والغريبة والذي منه.. أي نحن أصبحنا عمليا أكثر الشعوب استهلاكاً.. وفي نفس الوقت الأقل عملا وإنتاجا..
<< وهذا يعني أن هدف بناء مصر الحديثة يسير في جانب.. بينما المصريون لا يعملون كما يجب.. وإن تأكدنا أنهم يستهلكون، أكثر مما يجب ولا أحد هنا يمكنه أن يجادل، أو ينفي ما أقول. ويا ليتنا نملك جهازاً يقيس لنا ساعات ـ أو دقائق العمل ـ الفعلي لكل المصريين.
يعني انتهي الشهر علي خير والحمد لله.. وحصل الناس علي بعض الخير مما قدمته الدولة، وأعلنه الرئيس السيسي يوم إفطار الأسرة المصرية، وإذا رأي البعض وأنا منهم، أن ما أعلنه الرئيس قليل.. ولكن هذا هو المتاح. فالحكومة لن تضرب الأرض لتخرج من خيرها، إلا بقدر ما نعمل جميعاً.. ولو كان إنتاجنا قد أعطانا أكثر.. لما بخلت الدولة.. بل وزادت مما تقدمه للناس.
<< يعني ببساطة: من أين تجيء الدولة بما تقدمه للناس.. أقول ذلك وأنا متأكد من «إنسانية الرئيس السيسي» فهي تعطي مما ننتج ونعمل.. ومن المؤكد أن العقلاء منا يعلمون أن الخزانة شبه خاوية.. وأن ما في اليد قد جف تماماً أو كاد.. وحتي تعطي الدولة أكثر يجب أن يكون تحت يديها ما تعطي منه.. ولكن الإيد قصيرة.. والعين بصيرة، بل يجب أن تكون العين بصيرة بالفعل.. أي ترى الحقيقة ولا تغالي فيما تطلب.
<< يعني ـ مرة ثالثة أو رابعة ـ علينا أن نزيد من ساعات عملنا الحقيقي ولا نقول هنا بخفض ما يأكلون أو يشربون. ولكن بزيادة ما ينتجون لنقلل هذا العجز الرهيب في كل ما ننتج. ويكفي أننا نستورد 95٪ من زيت الطعام و75٪ من القمح و70٪ من الأسماك.. و50٪ من اللحوم.. فمن أين تدبر الدولة أمورنا؟!
خلاص رمضان ولي.. فتعالوا نعمل.. فالدولة لا تعطي من فراغ.. وكفاية الديون الداخلية والخارجية. بل تعطي من ناتج ما نعمل.. والعمل هو وسيلتنا لتحسين أحوالنا.. وراح الكثير يا بلدنا.. ما بقاش إلا القليل.
<< وتعالوا نعمل.. ولو ساعتين في اليوم.. فالعمل وحده هو طريقنا لتحسين حياتنا.. والنبي وحق رمضان.. شوية عمل.. وشوية عرق.