الوفد
وجدى زين الدين
حكاوى - النحاس يقود السفينة
يواصل الكاتب الكبير عباس حافظ حديثه عن الزعيم خالد الذكر مصطفي النحاس وكيف قاد سفينة الوفد قائلاً:
وقد انفرطت تسع سنوات اليوم، ومصطفي النحاس في مكان الزعامة وقد عبرها خوّاض أزمات، ومواجه شدائد، وملاقي مكاره، مكافحاً أكثر من خصم مقاوما أكثر من عاصف، وهو الصبور الجلد الشجاع الجريء في كل موطن وموقف، حتي عرف كيف يسير بالسفينة وسط هذه التيارات الصاخبة، اللجج المتقاذفة، والأعاصير المترادفة، نحو الساحل الآمن، والغاية الحسنة، وصخرة النجاة.
ولعلنا في هذا الكتاب قد أطلنا في المقدمات، وترامي بنا البحث بعيداً عن موضوعه، ولكنا أردنا ذلك ليجيء الكلام دراسة صالحة في باب جديد لم يعالج، وبحثاً حسناً في ناحية خطيرة لم تتناول، وليكون الشطر الأول منه بسطاً وتقريراً، والشطر الثاني تطبيقاً وتقديراً. وليست النية فيه كما أسلفنا أن نضع تاريخاً، أو نسوق الكتاب مساق المديح، فإن التاريخ لا يكتب بعد، والمديح لا يجدي شيئاً ـ ولا ـ يرد، فقد أوفي مصطفي النحاس علي الغاية التي يستوي عنده فيها الذم والمدح، لأن كل الذم أعرج لا يصعد اليه، وكل المديح زيادة لا خير فيها لديه. وإنما أردنا أن نسجل جهودا صالحة أثمرت، ومعارك سياسية انتهت بفوز مبين.
لقد جاء هذا الكتاب «المتواضع» تحية لذلك الفوز، وتقديراً لبراعته، وقصّاً لظروفه وحوادثه، وسرداً لجملة حوافزه، فلم يكن غناء عن حديث الزعامة وأسرارها، والقيادة الوطنية وطرازها وغرارها، وبيان صفاتها ومزاياها، ولم يكن بد من حديث الزعيم الذي قاد الأمة إلي هذا النصر، ووجه الشعب هذا التوجيه، وسار بالسفينة وسط الأنواء هذا المسير.
«وللحديث بقية»
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف