رغم أن مجلس النواب قضي دورين تشريعيين، الا انني اشعر ان خبرة بعض النواب ما تزال قليلة جدا، فهم لا يستطيعون تفهم دورهم كنواب، منهم تقدم باستقالته لعدم استجابة المسئولين لطلباته؛ و اخر يهدد بالاستقالة اذا لم يتم بناء مستشفي في دائرته.
هم بالطبع لا يعلمون دورهم كنواب و ان لهم دور تشريعي و اخر رقابي و ثالث خدمي.
كما انهم لا يعلمون ان المشاريع الجديدة لابد ان تدرك في الخطة و الموازنة مقدما.
هل يعلم هؤلاء النواب انهم يملكون من الادوات الراقبية ما يمكنهم من مواجهة اي مسئول بداية من الاستجواب نهاية بالبيان العاجل مرورا بطلب الاحاطة و السؤال.
النائب الذي يريد ان يقيم مستشفي او مدرسة او مركز شباب او كوبري في دائرته لابد ان يتقدم بطلب و يتحول الي اللجنة المختصة و يدرس بعمق و تقدر تكلفته ثم يدرك في خطة الحكومة.
النواب لخبرتهم الضئيلة جدا بالعمل البرلماني لابد ان يدروسوا منهج العمل النيابي قبل ان يضعوا برامج انتخابية هلاميو و يعتقدوا ان تحقيقه بان يقول له "كن فيكون".
من الأقوال "اذا اردت ان تطاع فاؤمر بما يستطاع" .. ليس دفاعا عن الحكومة او انتقاصا من حق النواب.. ولكن لابد ان يتبع النواب ادواتهم النيابية.
كنا قد طالبنا في مقالات سابقة ان يقوم المترشحين لعضوية مجلس النواب في اجتياز امتحان حول كيفية العمل البرلماني.. وان يجيد المترشحين دراسته لكي يصبح برلماني ناجح.. و لم لا؟.. مثلما يقوم المترشح باجتياز الكشف الطبي لابد ان يجتاز الاختبار البرلماني.
لو كان هذا الامر قد حدث ما وجدنا نواب "السيلفي" وتناول "الطعام" داخل القاعة، و توزيع المنشوارت، و خطايا ساذجة وقع فيها عدد من هؤلاء النواب لن يقع فيها اتحاد طلبة مدرسة ثانوي.
لو اردنا ان يستكمل مجلس النواب دورته البرلمانية.. و ان تتوقف مناطحة الحكومة بشكل عشوائي علينا ان نعقد دورات برلماني مكثفة يكون عنوانها "كيف تصبح نائبا ناجحا؟".
لقد مر علي البرلمان المصري نواب من الفئة الممتازة يجيدون التحدث في القاعة و مناقشة القوانين بشكل دقيق لم يطالبوا بزيادة البدل و ان يتم حسابهم "بالساعة".
الامر الاخر ان نترك النواب يستقيلوا واحدا تلو الاخر ثم نختار مجلس جديد شرط ان يتم اجتيازهم للدورات البرلمانية.