الرأى للشعب
محمد عبد الباسط
هـل نحـن مـن الفـائزين؟

وانقضى الشهر الكريم بنفحاته الطيبة التى عشناها طوال هذا الشهر، انقضى التدريب العملي والفعلى علي العبادة التي يجب أن تستمر طوال العام وليس فى شهر رمضان فقط، فهل نغتنم الفرصة ونعود أنفسنا على الطاعات؟ أم بانقضاء شهر رمضان ينقضي كل شئ؟!.. فرب رمضان هو رب شوال هو رب طوال العام والسنين طاعته واجبة فى رمضان وفى غير رمضان..

فقد امتلأت المساجد فى هذا الشهر الكريم وجميعنا بدأ يتسابق فى حفظ وقراءة القرأن الكريم، لدرجة ان هناك افتخاراً من بعض الناس بأنه ختم المصحف مرة أو مرتين طوال هذا الشهر فهل نترك مصاحفنا وننتظر أن يأتى رمضان العام المقبل لنقرأ فيها؟!

انقضى رمضان وجاء العيد.. عيد الفطر وانشغل أغلب الناس للأسف الشديد فى الايام الاخيرة من شهر رمضان بإعداد كعك العيد، وأيضا تحضير ملابس العيد، وهذا شئ طيب ان نستقبل العيد بهذه البهجة والسعادة، لكن للاسف الشديد تحولت هذه البهجة والسعادة عند الكثير من الاسر إلى ازمات عائلية نتيجة الارتفاع الجنونى للاسعار ومتطلبات الاسرة كثيرة.. وهنا تتحول البهجة كما ذكرت إلى تعاسة وحزن نظراً لعدم تلبية احتياجات الاسرة من مستلزمات..

حقيقة لاينكرها عاقل ان هناك بالفعل ارتفاعاً عجيباً فى الاسعار، وأن دخل المواطن لايستطيع ان يواكب هذا الارتفاع الجنونى، ولكن لابد أن نعى جيداً أننا نضيع فرحة العشر الاواخر من رمضان واستقبال ليلة القدر بالانشغال غير المبرر لتدبير متطلبات العيد من مأكل وملبس ونسينا عن سبق إصرار وترصد الهدف الاسمى من الصوم وهو التقوى بمفهومها الاوسع والاشمل التى تتطلب منا الرضا والقناعة وعدم إثارة الازمات نتيجة الظروف الاقتصادية وغير ذلك مما تحمله هذه الكلمة من معانى.

خرج بعض الناس من شهر رمضان للاسف الشديد ونسوا أو تناسوا عن قصد أو غير قصد مفهوم التدبر والاقتصاد وانقسموا في تدابير الدنيا، وكأنهم لم يستفدوا من هذا الشهر الكريم من شئ لذلك اذكر نفسى واذكركم بأنه ليس الغاية من الصوم هو الانقطاع عن الطعام والشراب فقط ولكنه تدريب عملى علي الطاعات بكل ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف