المساء
محمد جبريل
مسلمو الشرق الأقصي.. مأساة إنسانية
لابن رشد مقولة شهيرة: أصعب ألوان النفي عندما ينفي المرء في وطنه.
لعلي أضيف: إن ذلك النفي يتحول إلي مأساة حين تجبر الأوضاع القاسية أبناء البلد الذي أحبوه إلي الفرار بأجسادهم. وإن ظلت أرواحهم تتمني العودة إليه.
هذا هو حال المهاجرين من دول في الشرق الأقصي. يحاولون الفرار من أوطانهم اتقاء ما يصعب تصوره من أبشع صور القتل.
إذا كان الآلاف من الشباب في دولة افريقيا يركبون البحر. سعياً للحياة الكريمة. التي يتصورونها في بلاد الغرب. فإن أعداداً تفوقهم من المسلمين البوهينجا في الشرق الأقصي يركبون البحر. ليس طلباً للحياة الأفضل بعيداً عن أوطانهم. وإنما لمجرد الهرب من الموت الذي تترصدهم به العنصرية العرقية والدينية داخل الأوطان.
التفصيلات مروعة عن المآسي التي يقاسي ويلاتها ملايين البشر. في العديد من الدول الآسيوية.
البيان الذي أصدره الأزهر الشريف دفاعاً عن حق هؤلاء البشر في الحياة الحرة. الكريمة. سيظل في حدود الكلمات ما لم تلاحقه أفعال من الحكومات والمؤسسات الأهلية. لدفع ديكتاتوريات تلك البلدان إلي العمل وفق المواثيق الدولية. وفي مقدمتها حقوق الإنسان.
الدين علاقة بين الله والإنسان.
أنا أنظر إلي المشكلة من هذه الزاوية البعد الإنساني هو الأشد إلحاحاً ليس من حق أية ديانة أن تعادي الديانات الأخري. إلي حد النفي والتقتيل والإفناء. فلا يجد أتباع تلك الديانات وسيلة للنجاة بحياتهم إلا الفرار.
الغريب أن بعض الزعامات في الدول التي ترفع شعارات دينية تتباهي بعلمانيتها. وأن الدين يبعد عن اهتماماتها. وإن اتخذته ذريعة لفرض سياساتها الاستعمارية والاستيطانية المثل الأوضح في فلسطين المحتلة عندما يحاول معتنقو الديانة اليهودية فرض طقوس ديانتهم علي أبناء الديانات الأخري.
المثل الأشد خطورة يطالعنا الآن في الشرق الأقصي. لأنه يتصل برغبة قطاع من أبناء الوطن الواحد أن يدفع بقية المواطنين ـ تحت مزاعم عنصرية وشوفينية ـ إلي هجرة أوطانهم.
لأن المشكلة ذات أبعاد إنسانية في الدرجة الأولي. فلمنظمة المؤتمر الإسلامي أن تنعم بلذيذ الرقاد. بدلاً من تحمل عبء الدفاع عن هؤلاء الذين يشكلون أجزاء من المجتمع الإنساني. حتي ينالوا حقهم في الحرية والحياة الكريمة.. مثل كل البشر!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف