جلال دويدار
جنون حكام قطر يقودهم إلي نهايتهم
لا أحد يخلص لوطنه العربي ويهمه أمنه واستقراره وازدهاره يقبل بالفرقة والتشرذم. في هذا الإطار لا يمكن السماح بالخروج عن وحدة الصف والقبول بالتآمر الذي يعوق مسيرته نحو الحياة الآمنة. إن أي إخلال بهذه المباديء يعني الانقلاب علي قيم الإخوة وعلي تعاليم ومباديء الدين الإسلامي الذي يجمع بين الغالبية العربية.
من المؤكد أن الانحراف في السلوك من جانب أي طرف في المنظومة العربية.. يعطي الفرصة للمتربصين بالأمة العربية للقضاء علي مقدراتها دون أن يكون هناك استثناء لأحد.
هذا الذي أتحدث عنه يتعلق بشكل خاص بالدور التخريبي غير المسئول الذي يتبناه حكام قطر دون أي مراعاة لروابط ومتطلبات الإخوة والحفاظ علي الأمن القومي العربي. ان ما قام ويقوم به هؤلاء الحكام يبدأ منذ فترة حكم الشيخ حمد الذي كان قد انقلب علي أبيه الشيخ خليفة وورث الحكم بعد ذلك لابنه تميم حاكم قطر الحالي. كل الدلائل والشواهد علي أعمال هذا الحكم تؤكد وتثبت أن وفرة المال كما يقال في الأمثال »مفسدة» كبري. ان مضمون معناه يتمثل فيما أتاحه الله لهم من مال وفير أصابهم بالجنون والهوس الذي جعلهم أسري للتخيلات وسوء التقدير المدمر.
هذه الحالة المرضية التي ألمت بحكام قطر كانت سبيلهم للاعتقاد بأنهم يمكنهم بالتآمر والتحالف مع قوي التربص والإرهاب أن يتبدل حجمهم القزمي إلي التعاظم لمسايرة الكبار والعمالقة. من أجل هذا الهدف الوهمي أهدروا أموال الشعب القطري الطيب والمحدود التعداد والمعتز بعروبته في تمويل هذا الفكر المنحرف المجنون.. لم تشفع لهم الإخوة والقيم الإسلامية والعربية بالانحياز الي عقلانية السلوك والتفكير بعيدا عن نزعات الشر.
هذا المخطط شمل أقرب الأقربين وهم دول الخليج العربي ثم باقي سلسلة ورابطة الإخوة لتشمل مصر وسوريا وليبيا واليمن.. قدر الخبراء ما تم إنفاقه علي تحالفات ومؤامرات الشر ما يقارب ٦٥ مليار دولار.. كان يمكن إذا حسن توجيهها أن تساهم في رفع شأن الإسلام والعروبة. تجسدت الطامة الكبري في رفض حكام الدويلة القطرية مساعي التصالح واصلاح المسار وفقدانهم الإدراك بفداحة ما أحدثته أموالهم وتدخلاتهم من آلام ومصائب للشعوب العربية.
أمام إصرارهم في سلوك هذا الطريق التآمريالتخريبي لم يكن أمام الدول العربية الحريصة علي مقدراتها وعلي كياناتها ومصلحة شعوبها سوي أن تتصدي بكل القوة ومعها كل الحق لوقف هذا المخطط بعد أن بلغ صبرها مداه. انتهي بهذه الدول الأمر إلي اتخاذ قرارهم مقاطعة وعزل هذا النظام القطري الحاكم بعد أن تأكدوا أنه فقد عقله وتوازنه بما أصبح خطرا علي وجودهم.
تعبيرا عن حسن النية تم التجاوب مع رغبة الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت لبذل مساعيه الحميدة من جديد مستهدفاً إعادة الوحدة والتضامن إلي الصف العربي جاءت استجابة الدول العربية مصر والسعودية والإمارات والبحرين لهذه المساعي المخلصة احتراماً وتقديراً لمكانة الكويت ودورها في خدمة الأهداف العربية.. اشترطت للقبول بهذه الوساطة أن يقبل حكام قطر بشروط المصالحة.. التي تتركز في وقف التآمر والتخلي عن استراتيجية دعم ومساندة الإرهاب والإرهابيين.
يبدو مما يدور علي الساحة أن لوثة الجنون التي تملكت حكام دويلة قطر قد وصلت مرحلة الانتحار التي تؤشر بنهايتهم.. إنهم اختاروا الانفصال عن أمتهم وانتمائهم العربي والتنكر لكل الروابط بطلب الحماية من القوي التي لا تضمر أي خير لأمتنا العربية.. لجأوا إلي الطامعين المتآمرين.. إيران وتركيا حلفاء الإرهاب والإرهابيين.. إنهم بذلك وقعوا في شر أعمالهم ليكونوا في وضع المواجهة مع الشعب القطري بعد أن أصبحوا عبئاً عليه.. عليهم أن يتحملوا ما سوف تسفر عنه سياساتهم ومخططاتهم التي تحمل الضياع والدمار لوجودهم وليعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.