عباس الطرابيلى
أبولمعة.. والسيارة المصرية
هل ناقش الدكتور أشرف الشرقاوى وزير قطاع الأعمال نفسه، قبل أن يعلن أن مصر ستبدأ آخر العام الحالى ترتيبات إنتاج سيارة مصرية؟.. وهل استشار كبار طقم المستشارين الذين يحيطون بكل مسئول فى مصر.. وهل أقنعوه بأنه قادر على تحدى مافيا جماعات تجميع السيارات الأجنبية خارج مصر، حتى من دول لم تكن يوماً.. من منتجى السيارات.
الوزير، الذى جاء ليصفى ما بقى من أصول مصر المالية، قال إن هناك مفاوضات لدخول شريك لإنتاج سيارة مصرية. وأضاف أنها لا بد أن تكون سيارة مناسبة للسوق، وجاذبة للجمهور، وقادرة على المنافسة بحيث لا ننتج سيارة لا يركبها أحد!! ترى أى سيارة نحلم بها نحن الشعب، قبل أن يحلم الوزير نفسه.
<< وهو حلم «بشرونا» به من أوائل الستينيات. من أيام الدكتور عزيز صدقى واسألوا الدكتور عادل جزارين أشهر من تولى هذه المسئولية، وكان طرفاً فى كل المحاولات والمفاوضات لتحقيق هذا الحلم.. وبدأنا ذلك قبل أن تبدأ الهند مشروعها المماثل. والآن. نحن مازلنا نبحث ونتفاوض، بينما الهند نجحت بل وتصدر لنا هذا التوك توك اللعين.. ويدوبك نقوم بتجميع بعضه فى مصر.
هنا نسأل: هل ينجح الوزير.. وفى مصر 80 «مافيا» تقوم بتجميع كل أنواع السيارات من الشرق والغرب. فهل يصمد الوزير أمام هذه المافيا وينجح فى توفير سيارة تلبى الذوق المصرى، كما أعلن الوزير؟.
<< وأعتقد أن الوزير يحلم بأن تزيد نسبة المكون المصرى فى هذه السيارة من 40٪ إلى 45٪..بعد كل هذه السنوات. وبالمناسبة النسبة الأكبر من هذه المكونات يتم استيراد موادها الأولية، أو الخام من الخارج. وهى فى الأغلب مكونات غير أساسية.. فهل اقتربنا من مكونات الموتور.. أم نكتفى بالكرسى والكنبة.. وهذا أفضل ما نتمنى؟!
وبالمناسبة ربما تكون الدولة نفسها لا ترغب فى إنتاج سيارة مصرية على أساس أنها تجنى عائداً كبيراً من الجمارك التى تفرضها على استيراد السيارات تامة الصنع فى بلادها.. أو تلك التى تفرضها على منتجات تجميع السيارات، داخل مصر.. تماماً كما حدث من احتكار الدولة لاستيراد الدخان من أيام محمد على، لكى تتحكم فى العائدات.. لأن الشعب المصرى صاحب مزاج.. والسيجارة لا تفارق شفايفه.. أو يغادر «مبسم» الشيشة فمه.. سواء كانت نظيفة، أو ملغمة!!
<< ويبقى أن أسأل الوزير.. كيف حدد موعد نهاية العام لكى تبدأ إجراءات عملية إنتاج سيارة مصرية.. وهل يأمن ألاعيب مافيا استيراد السيارات ما أكثرها.. ولو كنا قد أكملنا مخطط الدكتور عزيز صدقى لأنتجنا تلك السيارة المصرية، ليس فقط سيارة الركوب «نصر» وغيرها، ولكن أيضاً سيارات النقل بل والجرارات الزراعية.. ولكن المافيا أجهضت كل ذلك من أجل أن نستمر فى الاستيراد.. ولا ندخل هذا العالم العظيم. لأن المصرى يحلم بأن يمتلك سيارة.. ولا يهمه أن تغلق الشوارع عندما تحولت إلي جراجات.. المهم يركب سيارة.
من كل قلبى أتمنى النجاح للدكتور الشرقاوى. ولن نخسر شيئاً.. لو حاول الرجل.. وله كل التوفيق.