الجمهورية
محمد نور الدين
"كلبش" .. للنفوس الشريرة!!
بلا رتوش.. جسَّد "مسلسل كلبش" أنماطاً وأشكالاً ونوعيات تعيش وتعيث في المجتمع المصري.. فساداً وبُهتَاناً.. وعكس بواقعية شديدة. نماذج طالحة. وضمائر ميتة.. مازالت تحاول وأد الحق. وإحياء الباطل. وضرب القيم والمبادئ.. والنيل من قواعد العدل والإنصاف!!
أمين الشرطة "الشرير".. أولي الشخصيات الواقعية.. تناولها المسلسل بحيادية متناهية.. وما أكثر تلك النوعيات التي تسيء لمؤسسة وطنية عريقة.. يتميز أغلب أبنائها بالشرف والنزاهة.. لكن القلة من ضعاف النفوس جرفها الجشع والتسلط.. إلي خرق القانون. وانتهاك الحُرمات. واستغلال الضعفاء!!
رجال الأعمال "الفاسدين".. سجل المسلسل من أرض الواقع كل أعمالهم وفضائحهم.. فقد تكالبوا مع الأمين الطالح. والمحامي الطماع.. ضد "ضابط الشرطة".. وألصقوا به تُهماً كادت أن تقوده إلي حبل المشنقة.. وبالطبع لا يخلو موقع من هذه الرموز السيئة.. التي تمارس كل المحظورات لإعلاء مصالحها. وفرض نفوذها!!
"البلطجة".. لم تسقط من الصورة الواقعية.. فما أكثر المناطق والقري التي يتحكم البلطجية علي أرضها في مصائر سكانها المسالمين.. يفرضون الإتاوات.. يتحرشون بالنساء. ينكلون بالرجال.. ويمارسون شتي ألوان السلب والقهر تحت حماية "الأمناء" إياهم!!
"ألاعيب" الخونة والمتآمرين.. كشفتها الأحداث بعين الحقيقة.. ونقلت ما يحدث فعلاً علي الساحة.. فهم يشعلون "الفيس بوك" لخداع الشباب. وتضليل البسطاء.. ويستخدمون كافة وسائل وأدوات العصر.. لنشر الزيف والضلال. وقلب الحقائق. واصطياد الأخطاء وتهويلها.. وتشويه النجاحات.. والتشكيك في أي خطوة تتقدمها مسيرة الإصلاح والبناء والتنمية.
"بائع الوهم" "نائب الهوي والغرض". "ناشط بالإيجار".. كل هؤلاء ظهروا في "مرآة" المسلسل.. وكأنهم صورة مصغرة لما يدور في تجمعات "الفوضي والانفلات".. يحاولون فرض آراء الأقلية.. يوصمون من يخالفهم بالخيانة.. ينخرون في دعائم وركائز المؤسسات.. يتجردون من رداء الوطنية.. ليرتدوا ثياب المآرب الذاتية.. والمصالح الشخصية.. حتي ولو علي حساب استقرار الوطن!!
"رجل النخوة والشهامة".. كان نقطة مضيئة في الصورة السوداء.. مبرهناً أن المجتمع مازال بين طياته أناس يتمتعون بالقيم والأصالة.. ويتسمون بالمبادئ والأخلاق.. وأن "الجدعنة" لم تندثر بعد.. بل بدأت تنفض عنها غبار التهاون والتخاذل!!
لقد تجمعت أغلب "النفوس الشريرة" في نسيج درامي مصغر ومتجانس وواقعي.. وشاهد الناس تصرفات أصحابها المقيتة.. وتيقنوا من أغراضهم الهدامة.. وعرفوا وسائلهم الملتوية.. وتأكد الجميع أنهم يقفون ضد الاصطفاف والتكاتف.. ويخططون لزعزعة الأمن والاستقرار.. مستهدفين إثارة الفوضي. وإحداث التخريب.. وبالتالي لم يعد يجدي الصبر عليهم.. بل آن الأوان.. وبالقانون.. أن يجمع "الكلبش" بين يدي الفاسد والمرتشي.. بين الشرطي الطالح. والبلطجي الباغي.. بين المتظاهرين بالشرف والوطنية.. والساعين لنشر التطرف والكراهية.. والأهم.. بين الضمير الميت.. والذمة الخربة!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف