عبد الرحمن فهمى
الموضوع لا يحتاج لثلاثة أشهر!!!
تقرر تشكيل لجنة لوضع مقترحات وحلول لمشاكل المؤسسات الصحفية القومية.. مع تصور عام لتسوية الديون لدي الجهات الحكومية. مع إصلاح الهياكل المالية.. اللجنة برئاسة الدكتورة هالة السعيد. وزيرة التخطيط.
وهذه ليست أول لجنة لبحث نفس المشاكل.. وسبق لي الاشتراك أكثر من مرة. وأحب هنا أن أضع أمام اللجنة الجديدة بعض المقترحات القديمة التي لم يتم تنفيذها. رغم الموافقة المبدئية عليها.. أغلي شيء يواجه الصحف والمجلات هو الورق والحبر.. وكان أول اقتراح تخفيض عدد صفحات الجرائد إلي 16 صفحة بدلاً من عشرين صفحة.. الصحف الحزبية والمستقلة. تصدر في الـ16 صفحة. وتحتوي علي كل الأبواب اليومية وبمساحات معقولة.. توفير 4 صفحات يومياً. و8 صفحات في العدد الأسبوعي. كفيل بتوفير مبالغ ضخمة دون أي أثر سلبي توزيعاً. ولا إعلاناً!!!... والفكرة الثانية هي الإصدارات الصحفية التي كثرت بطريقة غير معقولة.. وجود 52 إصداراً صحفياً كل أسبوع لكل دار صحفية. سفه وإسراف. وتبذير.. بل جنون.. هناك إصدارات لا يقرؤها أحد!!.. وأتحدي.. وبعض هذه الإصدارات يتم طبعها علي أغلي أنواع الورق. وبألوان مكلفة جداً.. لماذا؟!!
قد تقول لي إن هذه الإصدارات يعمل بها عدد ضخم من الصحفيين.
الرد أن بعض هذه الإصدارات لا يعمل بها أكثر من اثنين أو ثلاثة.. وهذا معروف.. ثم هؤلاء الصحفيون سيعملون في الصحف الكبري اليومية مع زملائهم في نفس الدار.. يعني لن يضار أحد.. وسبق أن ألغي يوسف بطرس غالي دارين صحفيتين.. وقفلهما بالضبة والمفتاح.. وتم ضم العاملين بهما إلي "الأهرام" و"الجمهورية".. بنفس رواتبهم. ولم يضار أحد قط.
* * *
كانت هاتان الخطوتان هما أول ما قيل من مقترحات.. لدرجة أنه قيل يومها فلنتوقف عن أي مقترحات أخري إلي أن نري نتيجة تخفيض عدد الصفحات وإلغاء بعض الإصدارات. فقد تكون هاتان الخطوتان كفيلتين بإصلاح الأمور المالية كلها.
* * *
ولكن هذا لم يمنع من طرح فكرة أخري مهمة..
لماذا لا تتعاون كل وسائل الإعلام مع بعضها.. كل وسيلة إعلام قد تستفيد من وسيلة أخري. وفي نفس الوقت تفيد أيضاً نفس الوسيلة.. وهذا قد يفيد في اتساع وانتشار الوسيلتين الإعلاميتين.. من يشاهد التليفزيون قد يكون من الذين لا يقرأون الصحف.. فتبادل الإعلانات المباشرة وغير المباشرة بين وسائل الإعلام المختلفة سيفيد الطرفين بطريقة أو بأخري.. وهذا كله تعاون إعلاني علي أعلي مستوي دون أي تكاليف مادية!!
* * *
وهناك حكاية أخري..
الإعلانات الصحفية المطلوب أن تنشرها الحكومة بأجر في الصحف.. قيل يوماً ما إن هذه الإعلانات مكانها الصحف القومية وحدها.. وقد تم تنفيذ هذه الفكرة.. ولكن لوحظ أنها إعلانات قليلة. وثمنها ضئيل!!.. ولا أدري إذا كانت الحكاية مستمرة حتي الآن أم لا؟!!
إذن.. ما رأيكم أن تنشر الصحف إعلانات الحكومة. مقابل فواتير الكهرباء والماء والغاز. وأيضاً التأمينات التي تطالب الصحف بأرقام خيالية؟!!.. ممكن تسقط ديون الصحف بنشرها إعلانات الحكومة مجاناً!!
* * *
ثم لا ننسي طبع كتب وزارة التعليم في مطابع الصحف القومية.. مقابل مبالغ خرافية.. ماذا لو خصمنا جزءاً من ثمن الطباعة لتسديد الديون القديمة.. مثلاً.. مثلاً..
طرحنا أفكاراً كثيرة.. ولكن الظروف التي مرت بالبلد في السنوات الأخيرة أجلت كل شيء.
* * *
فقط أردت اليوم أن أستعرض ما سبق أن فكرنا فيه لأن اللجنة المشكلة تطالب بثلاثة أشهر للدراسة.. الحكاية لا تحتاج لكل هذا الوقت.. والله الموفق.