غدا ذكري ثورة 30 يونيه..
غدا.. يبدأ عام جديد من تاريخ مصر الثورة.. مصر الجديدة.
غداً.. مصر تحتفل.. فهل جاءت ذكري 30 يونيه هذه المرة بطعم جديد؟ وهل وصل قطار 30 يونيه ام أنه لم يصل بعد؟
القطار لم يصل بعد.. هذه هي الحقيقة.. ولكن متي يصل؟ أمامنا عام جديد.. وفي يونيه المقبل لن تكون ذكري الثورة فقط.. بل ستكون الانتخابات الرئاسية لنبدأ رحلة جديدة وحالة جديدة مع الانجازات.. ومع حصاد ما تم في المرحلة الأولي من عمر الثورة..!!
من الصعب أن يتم تقيم ما حدث في 30 يونيه الآن.. فالسنوات التي مرت لايمكن أن تقييم ثورة بهذا الحجم الذي كان.
المشكلة الحقيقية أن الكثيرين ينظرون إلي 30 يونيه من منظار واحد وهو أننا تخلصنا في هذا اليوم من حكم الإخوان.. وأن جيلا بكامله عرف حقيقة الإخوان وجوهرهم ولن يقبلهم من جديد لأنه اكتشف حقيقتهم وهذا المنظور وأن كان صحيحا إلا أنه ظالم جدا لثورة 30 يونيه.
نعم كانت ثورة ضد حكم الإخوان ولكنها ثورة من أجل مصر.. كانت ثورة للشعب يقودها الجيش ووحدت الأمة ضد فاشية تحاول ان تحكم باسم الدين.. لكن الأهم أنها عبرت عن الروح المصرية الجديدة والتي أنطلقت في 25 يناير أيام الصفاء الثوري وليس بعد أن ركبها أصحاب المصالح والأجندات من كل حدب وصوب..!
30 يونيه حالة مصرية 100%.. لكنها أثرت علي واقع المنطقة.. وستكشف الأيام المقبلة أنها أثرت علي خريطة العالم.. لأن مصر قلب الدنيا تؤثر علي أحداث عالمية عديدة.
ما حدث في 30 يونيه أعاد التفكير الجهنمي ضد المنطقة إلي نقطة الصفر لكن شياطين العالم لم ولن تسكت فبدأت الحرب ضد مصر في كل اتجاه.. شمالا.. وجنوبا وشرقا وغربا.. وفي الداخل.. وللأسف فإن كثيرين من أبناء الثورة لم يستطيعوا تحمل الضغوط.. فابتعدوا.. ليستغل البعض من أصحاب الأهواء والمصالح السياسية الضيقة هذه الحالة المصرية ليدعوا ظلما أن الثورة تأكل أبناءها.. وهذه ليست حقيقة.. لكن الحقيقة أن بعض أبناء الثورة كفروا بها سريعا ليس لعيب فيهم ولا لعيب في الثورة.. بل لأن الضغوط علي مصر والمؤامرة علي الوطن وعلي الثورة كانت اكبر من احتمالهم!!
تلك الحقيقة ستكشف عنها السنوات المقبلة بعد أن يصل القطار إلي محطته الأولي وعندما يكتشف أصحاب الثورة حجم الانجاز الذي تحقق..!!
ما حدث في سيناء بعد 30 يونيه.. ثم الإرهاب في الداخل من القاهرة إلي المنصورة.. إلي كثير من مدن وقري مصر.. حتي أن كل محافظة في مصر اصبحت ثكلي بشهداء الوطن ضحايا الإرهاب كل ذلك يكشف مدي المؤامرة علي مصر وكيف أن بلدنا تدفع ضريبة الحرب ضد الإرهاب نيابة عن كثير من دول العالم.. لكن المؤامرة الأخطر هي الحرب الاقتصادية ضد مصر والحرب الإعلامية ضد الإنجازات المصرية في كل مجال والتي وصلت إلي حد استغلال كل معاناة وكل حالة للتأثير علي الروح المعنوية خاصة للغلابة الذين تأثروا كثيرا بأحداث مصر بعد 2011.. لكن الرهان الحقيقي هو أن الشعب المصري له معدن خاص لايستطيع أحد أن يكشفه بحق إلا عند الشدائد.. لذلك أكرر ما قلته وهو أن ثورة يونيه حالة مصرية خاصة جدا برغم تأثيرها الكبير الاقليمي والدولي..!!
أعود لقطار 30 يونيه.. متي يصل؟
القطار يسير برغم كل محاولات ايقافه وسيصل ان شاء الله إلي محطته الأولي في يونيه المقبل وهو موعد مصر مع الترشح للرئاسة المقبلة ساعتها سيري العالم كله حجم الانجاز المادي والمعنوي في رحلة قطار الثورة.
الانجاز ليس فقط في أكثر من ستة آلاف مشروع بدأت بقناة السويس الجديدة ولن تنتهي.. الانجاز ليس علي مستوي البنية الأساسية وحدها وليس علي مستوي المشروعات الكبري فقط ولكن الإنجاز الحقيقي هو الإنسان المصري.
الإنسان المصري يتغير بحق.. صحيح أن الثورة خاصة ثورة يناير 2011 أفرزت أخطاء بل خطايا في البنية المجتمعية للشعب المصري حيث افرزت أسوأ ما فينا في بعض التصرفات التي لاتعكس ولا تتوافق مع قيم الشعب.. هذه حقيقة ولكن في المقابل أيضا هناك قيم بدأت تتبلور وتتضح أهمها أن الشعب بدأ يفهم ما حوله ويسأل ويتساءل ويرفض فكرة القبول بالأمر الواقع ايجابا وسلبا.. بل يريد أن يعرف.. ويفهم ويحلل.. في البداية ستعاني كثيرا من فكرة وجود تسعين مليون خبير في كل المجالات.. تسعين مليون خبير سياسي.. اقتصادي.. رياضي.. وفي كل شيء حتي في الثقافة النووية.. كلنا خبراء ونفتي ونحلل ونتحدث فيما نعرف وفيما لانعرف.. تلك هي البداية لكن تدريجياً سيبدأ برفض هذا المنطق.. ونبدأ في الفهم والتحليل بناء علي رأي الخبراء.. وعندما يثق الشعب ويفهم سيكون هو القوة الحقيقية لقطار 30 يونيه في رحلته الثانية مع الانتخابات الرئاسية والوقوف صفا واحداً مع الانجازات التي تحققت والتي ستبدأ موسم الحصاد مع الخطة الثانية للانجازات والتي بدأت بوادرها فعليا خاصة في مجالات الصحة والتعليم.. والإنتاج.
أزمتنا الثانية التي تواجه رحلة القطار الأولي هي الإنتاج فنحن نستهلك عشرة أضعاف ما ننتج وبالتالي نستورد أساسيات مهمة لايمكن الاستغناء عنها.. والأغرب أننا نستورد ما يمكن الاستغناء عنه نهائياً أو جزئياً وبلا منطق.. برغم حاجتنا لكل مليم في هذه المرحلة.
الإنتاج وحده هو الطريق الذي سيحقق السلامة والأمان لقطار 30 يونيه.. وبدون إنتاج مصري 100% وبدون تصدير.. وبدون رغيف خبز مصري وبدون تصنيع لايمكن أن نبدأ رحلة القطار الثانية..!!!
عودة المصانع المتوقفة للعمل وبسرعة ضرورة وإنتاج ما يمكن تصنيعه محليا بدلاً من الاستيراد ضرورة ملحة والقوانين وحدها لاتكفي.. بل القناعة الذاتية للإنسان هي الأساس لدينا ملايين يعيشون علي الاستيراد فهل نغلق بيوتهم.. بالعكس نقف معهم وبقوة سواء من خلال استيراد ما لايمكن تصنيعه أو ما يزيد امكانيات الإنتاج المحلي من اساسيات.. وفي نفس الوقت توجيه هذه الطاقة للإنتاج محليا والتصدير للخارج ولدينا دراسات كبيرة جدا ورجال أعمال جاهزون لهذه المهمة ويحتاجون فقط للدعم وفتح الباب علي مصراعيه للإنتاج المحلي خاصة أن قانون الاستثمار الجديد فتح الباب جيدا للمستثمرين الكبار وحدهم ومطلوب اعادة النظر في احتياجات ومطالب المستثمر الصغير والمتوسط لأنه الأهم فهو الأمل في الغد الذي نتمناه.
غدا.. ذكري 30 يونيه.. ولايمكن أن تمر الذكري بدون أن يكون هناك وقفة مع النفس لتحية شهداء الثورة.. وضحايا الإرهاب أولا.. ولتقييم الرحلة ثانيا.. وأقصد بالتقييم الآن الايجابيات واظهارها لأنها مظلومة إعلامياً.. ولم تصل للناس بالشكل المطلوب خاصة الغلابة والبسطاء الذي تأثروا كثيراً من تعويم الجنيه والغلاء وارتفاع الأسعار خاصة أسعار الخدمات الحكومية..!!
صحيح أن قطار 30 يونيه وصل إلي الغلابة في هذه المرحلة من خلال علاوة استثنائية وعلاوة عادية.. وقرارات ضريبية.. لكن مازال البسطاء في حاجة إلي مزيد من القرارات خاصة الخاصة بضبط الأسواق والأسعار.. فالجميع تأثر ولكن هناك فئة تأثرت بشكل اكبر وتحتاج إلي دعم حقيقي.
ثورة 30 يونيه.. حالة مصرية لأنها ليست فقط ضد الإخوان.. ولكنها أساسا لصالح الشعب ولصالح مصر ومستقبلها الذي تتضح صورته البيضاء من خلال الانجازات التي تحققت ويتم استكمالها الآن ومن خلال انجازات أخري في الطريق اعتقد أن الأيام ستثبت أنها بالفعل لصالح المواطن البسيط.
قطار 30 يونيه سيصل إلي محطته الأولي إن شاء الله بنجاح ولكن الأهم أن نشارك جميعا في رحلة العطاء الثوري التي بدأت مع يناير وتم استكمالها في 30 يونيه.. والأهم أن نعي جيداً أن ما حدث كان بتوفيق الله أولاً.. وعلينا أن نثق في أن الله معنا.. وأن الله الذي ساندنا ودعمنا بقدرته قادر إن شاء الله علي أن نستكمل المشوار.. "والله غالب علي أمره".
همس الروح
** الحب هو السلاح الذي نحتاجه جميعاً في هذه المرحلة.
** ليس عيبا أن نخطيء.. ولكن العيب أن نتمادي في الخطأ.
** أعرف نفسك جيدا.. تعرف الله.. وأعرف ربك جيداً تكسب نفسك وتكسب الناس.