مرسى عطا الله
ليلة الخروج الكبير!
أعظم ما في ثورة 30 يونيو 2013 أن أحدا لم يصنعها وإنما صنعها وعي شعب بكامله دون قيادات وزعامات ونخب فالناس خرجت وحدها من تلقاء نفسها لتملأ الشوارع والميادين وتصنع الحدث الكبير وتحرك عجلة التاريخ. بالواجب الوطني خرج الناس وبالمسئولية الوطنية يواصل المصريون حتي اليوم تحمل المشاق والمتاعب الاقتصادية والاجتماعية التي يرونها ضريبة واجبة لتغيير الحاضر واستشراف آفاق المستقبل. دعك من الذين يحاولون استنطاق بعض من يوجعهم غلاء الأسعار وشظف العيش لأن العقلاء والحكماء ومن يتبعهم من غالبية المصريين باتوا علي يقين بألا حل ولا أمل في مصر إلا بالتوقف عن علاج أمراض الجسد المصري بالمسكنات وامتلاك الجرأة والشجاعة اللازمة لإجراء العمليات الجراحية التي تجتث المرض من جذوره مهما تكن بعض الآلام والمتاعب الوقتية.
أعظم ما في 30 يونيو أنها لم تكن واجهة لتنظيم سياسي بعينه أو تعبيرا عن تيار عقائدي بذاته وإنما الذي صنع الثورة مزيج من مختلف الطوائف ومن جميع المستويات ممن حركهم الخوف من المجهول الذي أبعدوه بكل ما عليهم فزادت الحيرة وتعمقت الشكوك ولم يكن هناك من مخرج سوي التعلق بأكبر قدر ممكن من الأمل والطموح في أن يقيض الله لهذا الشعب فارسا يمتطي جواد الإنقاذ في اللحظة المناسبة.
لم يكن الخروج الكبير في 30 يونيو 2013 بالعمل السهل ولكن قوة الأمل والطموح حركت في الناس إرادة القدرة علي صنع التغيير. أعظم ما في 30 يونيو أنها قطعت الخيط الرفيع بين الإقدام والإحجام وكسرت كل حواجز التردد بحسن التقاطها المبكر الإشارات الموجهة إليها بأن القوات المصرية المسلحة مازالت علي عهدها في أنها حامية للوطن ومؤيدة للإرادة الشعبية ولم ولن تكون أبدا عصا في يد ملك أو رئيس!
وأستعيد من الذاكرة مشاهد الجماهير في شوارع كل مدينة وكل قرية وهي تهتف مطالبة باستعادة الوطن من خاطفيه واستعادة هيبة الدولة وإنهاء كل مظاهر الفوضي والتمرد.
كانت أياما ولكن البعض ينسي مع أن هذه ليلة لا تنسي أبدا !
خير الكلام:
<<أيا دهر عاديتنا عاما بأكمله... جعلت الشرار علينا خيارا