علاء عريبى
الرسائل المتبادلة مع إخواني
قبل أسابيع من إعلان فوز د. محمد مرسى بمنصب رئاسة مصر، كتبت عدة مقالات أعلنت فيها عن موقفي من تولى مرشح التيار الإسلامي، ومرشح التيار الناصرى، وقلت أيامها إن اليسار يقف على درجة واحدة من الفكر الإسلامي، وأنه لا فرق يذكر بين الفكر اليساري والناصري وبين فكر جماعة الإخوان، وحذرت من انسياق البعض خلف آراء النخب التى رأت فى تولى جماعة الإخوان الحكم انتصاراً للثورة، وقلت يومها: بمقدورنا عزل مرشح التيار الليبرالي بجرة قلم، لكن من الصعب عزل مرشح التيار الإسلامي، وقلت أيضا: إنه لن يخرج سوى بالدم، ونبهت فى مقالات إلى الدور المشبوه الذى يقوم به أغلب الإعلاميين فى برامج التوك شو مساء، والبرامج الإخبارية صباحا، من تهيئة الرأي العام لتولى مرشح جماعة الإخوان، ووصف ما يقومون به فى بعض القنوات بالدعارة الإعلامية.
أيامها كانت تصلنى العديد من رسائل السب والتهديد على البريد الإلكتروني وعلى المحمول من بعض الإسلاميين، وكنت أقرأها وأتجاهلها دون المتاجرة بها أو الحذر منها، وقبل إجراء العملية الانتخابية وصلتنى رسالة من أحد أعضاء الجماعة المحترمين، كتبت بأسلوب راقٍ بعيداً عن التهديد والوعيد والسب، فبادلته المراسلة، ولأنها توثق لهذه الفترة أعيد نشرها اليوم فى ذكرى ثورة يونية:
«عزيزي الأستاذ علاء.. قرأت مقالك في الوفد اليوم وأحب أن أنبهك إلي أن مرسي سيظفر بعرش مصر تتويجاً لجهاد السنوات، وأصارحك أن دمعة طفرت من عيني لأن سيد الشهداء سيد قطب لن يشهد هذه اللحظة الفارقة بجسده، لأن روحه الطاهرة تطوف حولنا، بعد أن ظن الطاغية الهالك عليه لعنة في قبره (يقصد الرئيس جمال عبدالناصر) حين نفذ حكم الإعدام في جسده العليل، انه سيمنع الشعلة التي أشعلها إلي الأجيال اللاحقة، أما انتم فإنني أهديكم العبارة الخالدة للمخلوع علي صالح وهي: «فاتكم القطار.. فاتكم القطار! ولكن في نفس الإطار أحيي فيك الاستقلالية والاعتداد بالرأي والنفس معا عكس البعض الذي بدأ في (شغل المحلسة) من أولها طمعاً في المكاسب وأهمها ركوب الطائرة الرئاسية (مع سيادة الريس).. تحياتي وأوعي تزعل مني في المداعبة اللطيفة دي ... عبدالواحد».
ــ «الأستاذ الفاضل عبدالواحد.. مساء الخير .. أشكرك جدا على متابعتك، وعلى ملاحظاتك القيمة، وأشكرك كذلك على رأيك فى شخصى وكتاباتى وتشرفت بالفعل برأيك، لكن هل تعتقد أنه يجب أن ينجح مرسى ويتولى الحكم لأن سيد قطب كان يحلم بهذا؟، هل الحكم لشخص يمتلك ثقافة وقدرة وتاريخا أم لجماعة تخضع لمرشد؟، أظن أن سيادتك لن تغضب منى أو أن تعيد النظر فى استقلاليتي لأنني أرفض أن تحكم الجماعة مصر.. أطيب تحياتي .. علاء عريبى».
ــ «الأستاذ علاء.. بعيدا عن مسألة الخضوع للمرشد وهي قد تم تجاوزها بإعلان فضيلته حفظه الله بأنه قد تم إبراؤه من البيعة ليخدم كل المصريين بكافة أطيافهم ولكن يجب ألا ننسي ان الجماعة قائمة علي الانضباط التنظيمي الرائع والصارم في ذات الوقت وهو سر نجاحها في استقطاب زبدة العقول المصرية لتقديمهم للعمل العام وكان يجب شكرها فهل توافقني الرأي؟».
ــ «عزيزى الأستاذ عبدالواحد.. أشاركك الرأي فى أنها استقطبت بعض العقول الجيدة، وأظن أن جودتها فى الطاعة العمياء، بالله عليك ما الفرق بين الطاعة فى الجماعة والطاعة العسكرية، ألا تتفق معى أن الحكم العسكري المدني أفضل من الحكم العسكرى الدينى، لأن الخروج عن القائد فى المدني لا يعنى خروجاً عن شرع الله؟».