عجبني دائماً الافكار المبتكرة، وغير النمطية أو تلك التى يطلقون عليها، أفكاراً من خارج الصندوق!
وأنا دائماً أبحث وأنقب عن هذه الأفكار.. وكأني جواهرجي.. يزيل التراب، وينفض الغبار عن الذهب.. وهو يقول وجدتها.. وجدتها!
وفكرة اليوم.. وجدتها على الفيس بوك.. مذيلة بتوقيع شخص.. يدعى حسين فهمي.. رأيت أن تشاركونى الإعجاب بجمالها.. وآمل فى استفادة الجهات المسئولة منها.. فكتب صاحبنا يقول:
(حفرة فى شارع ضلمة، كل اللى بيعدى منه يقع فيها ورجليه تنكسر، إتلموا سكان الحى وقالوا لازم نشوف حل للمصيبه دى، كل يوم عدد المصابين بيزيد!
قام ناطط واحد من السكان وقالهم بصوت عالى.. إحنا لاااازم نبنى مستشفى جنب الحفرة دى.
وكانت المفاجأة ان كل السكان استحسنوا الفكرة وابتدوا بالفعل يلموا من بعض ويبنوا المستشفى.
بعد فترة المستشفى خلص وعدد السراير اتملى بالمصابين، فقرروا يعملوا حملات تبرعات كبيرة فى الصحافة واﻹعلام علشان يكبروا المستشفى ويزودوا عدد السراير، ومن كتر السخاء والكرم بتاع المتبرعين- اللى عارفين حكاية الحفرة برضه- طمع أهل الحى فى انهم يعملوا اكبر مستشفى فى العالم لعلاج مصابى «الحفرة».
وتوالت الأيام والشهور والسنين وعدد المصابين بيزيد.. وحجم المستشفى بيكبر والتبرعات لا تتوقف.
على الرغم إنهم.. يمكن لو كانوا فكروا من الاول.. فى ردم الحفرة كان زمانها اتقفلت، ولو كان ردمها صعب، على الاقل كانوا قسموا المجهودات والتبرعات على الاتجاهين بالتساوى والتوازى.
- زى ما بنعمل حملات نلم بيها مئات الملايين.. لعلاج مصابي السرطان وفيروس سي والفشل الكلوي.. كنا دورنا ازاي نشيل ونقضي علي مسببات السرطان وفيروس سي والفشل الكلوي من المياه والاكل وكل شيء سبب الأمراض دي!
وكمان كنا صرفنا التبرعات دي.. علي ابحاث علميه ننتج بيها ادوية.. أو سلاح أو أبحاث زراعية نطور بيها أكلنا وشربنا كان هايبقي حالنا غير الحال!
ـ المليارات اللى لمتوهاـ على مدار سنوات- لو كانت اتصرفت صح.. كان زمان مصر دي ليها شأن آخر!
لو كنا صرفنا بس ربعها.. على البحث العلمى كنتوا عملتوا ثورة علمية قلبت كل الموازين.
ـ فكروا إزاى تسدوا الحفرة.. وانتوا بتعالجوا المصابين بسببها.. فى نفس الوقت.
ـ مش مسابقة هى فى عدد السراير اللى هتوفروها للمصابين.
ـ مش حاجه حلوة ولا مدعاه للفخر.. انك بتعمل اكبر مستشفى للسرطان فى العالم..الاولى علاج مسببات السرطان)
والآن دعوني أتساءل مع كاتبنا.. أيهما أولي وأجدى وأنفع.. ردم الحفرة..أم إقامة المستشفى؟!
وما المانع فى ان نسير فى الخطين معا بالتوازي..ردم الحفرة.. وعلاج المصابين منها.. حتى نتمكن من ردمها تماماً.. هذا هو الطريق الصحيح يا إخوانا.
إنما ترك الحفرة مفتوحة الى الأبد.. سيجعلنا نحتاج كل يوم.. نحتاج الى مستشفى جديد.