على هاشم
الدراما الملتزمة.. وتدخل الدولة ! (2)
كنا نرجو لأعمال رمضان أن تشتبك مع قضايا الواقع وصعوباته، ومع الإرهاب وترهاته، أن تجدد فكرًا طال جموده، وأن تحرر العقل من ربقة الجهل والتعصب حتى لا نصحو يومًا على شبابنا وقد غرق بعضهم في فكر داعش وبعضهم في الإدمان والضياع.. وهنا تتجه الأنظار للأزهر ورجاله والأوقاف وعلمائها والثقافة والتعليم وأربابهما.. آن الأوان لأن تفوق الدولة من غيبوبتها وأن تبادر بإنتاج أعمال درامية تعيد للفن بريقه ودوره المفقود لا أن تتركه للقطاع الخاص والعرض والطلب، فالدراما من أدوات تشكيل الوعي والقوة الناعمة ولا يصح تركها للعابثين أو المخططين لإفسادها وجعل العقل المصري لقمة سائغة سهل القياد والتشكيل وتقبل ما يلقى إليه من أفكار أو شائعات أو معلومات مغلوطة.. كما لا يصح أن يكون الربح هو الهدف الأسمى، وأن يتحكم في إفساد الذوق العام.
نريد دراما تحرض على التفكير بحسبانه فريضة إسلامية.. دراما تحث الشباب على المشاركة السياسية، دراما تحارب الجهل والشعوذة التي تلتهم مليارات الجنيهات سنويًا.. دراما تبث روح الأمل والبهجة وتعيد البسمة إلى وجوه.. دراما تعيد إلى الوجود قيمًا اجتماعية تكاد تندثر، مثل صلة الأرحام واحترام الكبير والعطف على الصغير، وتكافح ثقافة استشرت مثل المحسوبية والوساطة والهبش والتكويش والعناية بالمظهر وإغفال الجوهر.
لا نعرف دولة تقدمت دون أن يشارك جميع أبنائها في بناء نهضتها صغارًا وكبارًا رجالًا ونساء، أحزابًا سياسية ومجتمعًا مدنيًا وجامعات وإعلامًا.. لن نتقدم إلا باستلهام تجارب النجاح حولنا كانت سببًا في تقدم دول كانت يومًا أقل منا ثم سبقتنا.
تدخل الدولة لضبط مسار الإعلام عامة والدراما خاصة يخلق حالة توازن مطلوب لتعبئة الناس خلف الدولة في معركتها مع الإرهاب والجهل والتخلف حتى لا تصبح الحكومة في وادٍ والشعب في واد آخر.. أفيقوا يرحمكم الله.. وكل عام وأنتم بخير.