لم استغرب حينما وضعت زوجة حارس العمارة التى اقطن بها طفلتها الأولى فجر اليوم واسمتها ثورة نظراً لولادتها يوم ٣٠ يونيو ولإيمان هؤلاء الناس البسطاء بقيمة هذا اليوم التاريخى الذى غير مصير العالم كله وليس مصر فحسب ولا تعتبر هذه هى المرة الأولى التى يسمى فيها أحداً مولودته بهذا الإسم ولكن يتكرر هذا الأمر كل عام منذ أن قامت الثورة عام ٢٠١٣.
يوم أعلن الشعب المصرى تمرده على تغيير هويته ورفض تغيير ثقافته وعاداته وتقاليده وخرج عن بكره أبيه بالملايين فى الشوارع رافضين حكم الإخوان الذين كانوا قائمين على الحكم عام ٢٠١٣ ، هذا الشعب الذكى العريق الذى أعطى دروساً لا تنسى لكل من حاول تغيير ثقافته أو هويته على مر العصور
وأخذ الرئيس السيسى حينما كان وزيراً للدفاع على عاتقه ومعه الجيش المصرى حماية هذا الشعب وحقه وحريته فى التعبير عن رأيه للتخلص من حكم الإخوان كما جنبوا الشعب الدخول فى حرب أهلية لا يعلم مداها إلا الله
وتزامناً مع الإحتفال بذكرى الثورة قررت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى إلغاء ثورتى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو من كتاب التاريخ للثانوية العامة بدءً من العام الدراسى القادم ، وهذا القرار فى باطنه الرحمة وفى ظاهره العذاب فأغلب خبراء المناهج هاجموا القرار ولكنى أرى أن هذا القرار صائب فلابد من مرور ١٥ عاماً على الأقل للكتابة عن أى حدث تاريخى وبالفعل حينما اطلعت على كتاب التاريخ للثانوية العامة وجدت أسباب قيام الثورتين وأهدافهم مكتوبة بصورة سطحية بدون عمق وكإنك تشاهد تحليل لبرنامج " توك شو "وبدون عرض وجهات نظر المختلفة ومكانة تستحقها ثورتين عظمتين ولذلك كان يجب أن تترك فترة زمنية للكتابة عن الثورتين خاصة أن هناك الكثير من الأسرار لم يكشف عنها وأن هناك أدوار لأشخاص وشخصيات لم يفصح عنها أيضاً فعلينا أن نتريث حينما نوثق هذه الأحداث التاريخية الهامة
أضف إلى ذلك أن الوزارة قامت بالحذف ضمن خطة لتطوير المناهج فى كافة المواد وأنها تنتوى أن يتم تغيير منهج التاريخ ليدرس الطلاب التاريخى العالمى ومعرفة مكانة وحضارة مصر من خريطة الأحداث التاريخية على مستوى العالم
باختصار ثورة ٣٠ يونيو ثورة عظيمة لا يمكن أن تختزل فى صفحتين ولابد من الإستعانة بالمؤرخين والمتخصصيين حينما نكتب عنها ولو بعد سنوات فما يرسخ فى عقول أبنائنا يستحق أن يكتب بعمق ويستحق أن نبذل جهد فى توثيقه وتأريخه