جلال دويدار
خواطر .. ثورة ٣٠ يونيو.. ونهاية الجماعة الإرهابية
في مثل هذا اليوم ٣٠ يونيو منذ أربع سنوات هب الشعب المصري ثائرا بعد أن اكتشف هول المؤامرة التي تعرض لها بالسماح لجماعة الارهاب الاخواني بالسطو علي حكم هذا الوطن. كانت الفترة التي مرت علينا بعد أيام من اندلاع ثورة٢٥ يناير مرتعا لتنفيذ مخطط تخريب وتدمير مصر. جري ذلك بمشاركة كل الحاقدين والمتربصين والمتسلطين والخونة والانتهازيين.
ولأن قواتنا المسلحة التي تضم أبناء كل أطياف الشعب وباعتبارها الدرع الواقي للأمن والاستقرار والحافظة لمقدرات الوطن.. جاءت تلبيتها لنداء الثورة والتحرك لتفعيل وتنفيذ ارادتها للخلاص من الحكم الاخواني الأغبر. في يوم ٣ يوليو ٢٠١٣ تنفس كل ابناء مصر الصعداء وتوجهوا بالشكر الي المولي عز وجل الذي وضع نهاية لفترة حالكة السواد من تاريخ الدولة المصرية كانت سببا في تراجعها وتخلفها لعدة عقود الي الوراء.
في احتفالنا بحلول ذكري هذا اليوم الخالد علينا أن نتذكر كل الأيام المريرة التي عشناها في ظل ما فعلته جماعة الارهاب الاخواني بنا وبمصر. ان صدمة شلح هذا الحكم الذي استهدف القضاء علي هوية وحضارية مصر جعل الجماعة لا تصدق ما حدث حتي الآن.. ان استراتيجيتها تأسست علي تبني الخداع والتضليل باسم الدين البرئ تماما من انحرافاتها ودمويتها.
إنه ورغم الدرس القاسي الذي وجهته هذه الثورة الي هذا التنظيم وما ترتب عليه من تقويض لأحلامه.. مازال يعيش فريسة لوهم امكانية العودة الي سدة الحكم الغابر.. لا يخفي أن خيالهم المريض هو الذي يدفعهم لمواصلة ارتكاب عمليات القتل والتخريب والارهاب الذي يتخذ من أرض شمال سيناء ساحة له.
اعتقدت فلوله وشراذمه ومأجوريه وعناصره الاجرامية خريجو السجون أنهم يمكنهم أن يتخذوا من هذه الأرض المقدسة ملاذا ومنطلقا لممارسة أنشطتهم. لم يتوقعوا ان رجال قواتنا المسلحة والشرطة قد تكفلوا بعون الله بالتصدي لهم. كل الدلائل والشواهد تؤكد وتشير الي أن نهايتهم أصبحت قريبة حيث سيتم الاحتفال قريبا بتطهير أرض الفيروز من كل دنس لهم بإذن الله.. هذا اليوم سيكون بمثابة تبجيل لتضحيات هؤلاء الأبطال ولدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحة الشرف وهم يدافعون عن أمن واستقرار هذا الوطن.
هذه الملحمة الوطنية الرائعة تشهد فصولا جديدة لاستكمالها متمثلة في تضييق الخناق علي عناصر وقيادات الجماعة الهاربين الي قطر. حكام هذه الدويلة الاقزام دفع بهم خيالهم المريض للاعتقاد بأن احتماءهم وتحالفهم مع هذه الجماعة الارهابية يمكن ان يساعدهم في أن يكون لهم وجود وشأن.
انه وفي اطار سوء تقديرهم لحجمهم الطبيعي وقعوا في شر أعمالهم عندما شاء الله ان يكشف ابناء الأمة العربية حقيقتهم. الجميع ادركوا ان مصر المحروسة كانت علي حق في فضحها لاجرام هذا النظام الذي يمول ويؤوي الشراذم الهاربة لجماعة الارهاب الاخواني محور التآمر علي الاسلام والعروبة.
في هذا الاطار وبعد مقاطعة دول الخليج العربي للنظام القطري المتآمر علي أمنه واستقراره.. امتد بشكل اساسي هذا الموقف الي جماعة الارهاب الاخواني باعتبارها أُس الارهاب والفساد. هذه الشروط التي وضعتها الدول العربية مصر والسعودية والامارات والبحرين لانهاء مقاطعة حكام قطر اشترطت التخلي عن تبني اعضاء جماعة الارهاب الاخواني. انطلاقا من هذا الموقف يمكن القول ان الحلقة قد ضاقت علي مخططي ومدبري كل الانشطة الإرهابية ليس علي المستوي العربي فحسب ولكن علي مستوي العالم كله.
تواصلا مع هذا التحرك الذي استهدف حماية الأمن القومي العربي ووقف مسلسل الارهاب التخريبي الذي لم يستثن أي دولة عربية.. كان من الطبيعي ان تُضيق أجهزة الأمن المصرية الخناق دوليا علي العناصر الاخوانية الاجرامية الصادر في حقها أحكام بالإدانة. في هذا الاطار تصاعدت مطاردات الانتربول الدولي وفقا للاخطارات التي تلقاها من الأمن المصري.
هذا التطور الجديد ومع توقع مغادرة هذه العناصر الاجرامية لقطر فانه لم يبق أمامها سوي دولة الارهاب الثانية في العالم وهي تركيا. إنهم وفي ظل متابعات الانتربول الدولي اصبحوا كالفئران في المصيدة حيث سيتم الوصول اليهم ليلقوا القصاص العادل جزاء ما ارتكبوه في حق المصريين والمسلمين والعرب.. هذه النهاية المتوقعة تؤكد ان الله يمهل ولا يهمل وان وقت حسابهم قد حان.