المصرى اليوم
عباس الطرابيلى
الأرض الفارغة.. على حدودنا الغربية
ونبدأ اليوم بالفراغ الهائل الذى يمتد على حدودنا الغربية، من السلوم شمالاً إلى شرق العوينات جنوباً.. وهى خاوية تماماً إلا من عدد قليل من الواحات تبتعد أو تقترب من خط الحدود، الذى يمتد ١٠٠٠ كيلومتر.. وأشهرها واحة سيوة، غير بعيد عن واحة الجغبوب التى تنازلت عنها مصر للسلطة الإيطالية التى كانت تحتل ليبيا أيام حكومة أحمد زيور.. ثم صدّق عليها البرلمان المصرى أيام حكومة إسماعيل صدقى.. إلى أن نصل جنوباً إلى شرق العوينات.. بعد أن نودع واحة الكفرة- داخل ليبيا غرباً- وإن كان فى وسط بحر الرمال هذا نجد واحة الفرافرة أمام أسيوط تقريباً.. ثم الواحات الداخلة والخارجة أمام الأقصر وكل ما غربها بحار من رمال!!.

وهنا نتذكر محمد على باشا- الذى وضع حدود مصر كما هى عليها الآن- وهو الذى ضم سيوة لحدود مصر.. ووضع نظاماً غريباً للدفاع عن هذه الحدود الغربية.. إذ أعطى للعربان- سكان الصحراء- سلطة الدفاع عن هذه المناطق مقابل إعفائهم من التجنيد الإجبارى.. ثم تعهد بتقديم الغذاء لهم من قمح ودقيق وأرز وسكر وشاى وزيت وبعض الأغطية.

ومن المؤكد أن إنشاء محافظة الوادى الجديد كان من أهدافه تشجيع المصريين على الإقامة هناك بإنشاء القرى وتوفير الخدمات.. بل المطارات.. وكان هذا من أهم مظاهر الاهتمام بالدفاع عن هذه الحدود.. وهو المعروف باسم الدفاع بالبشر.. وهذا هو ما نحلم به الآن.. لأن الفراغ يغرى بالغزو والاغتصاب والاعتداء.. وما يجرى الآن من تسلل الإرهابيين وتهريب الأسلحة عبر هذه الحدود خير مثال لما نقول.

واهتمت مصر من أيام السادات ومبارك بإقامة قواعد عسكرية هناك، ربما لوقف شطحات القذافى الذى حاول غزو مصر بالبشر لتحقيق الوحدة مرات، أو للتصدى للإرهابيين الذين يحاولون الآن غزو مصر بالإرهابيين.. من قواعد بحرية وجوية وبرية مصرية.. ولكننى أرى أن الفراغ البشرى مازال يغرى بالاعتداء علينا.. ولذلك اتخذ الأعداء من أرض ليبيا مركزاً لغزو مصر بالذات. منذ أسقط الشعب حكم الإخوان فى مصر.. ونعلم أن الإخوان يتخذون من شرق ليبيا قواعد للانطلاق إلى مصر، نقصد للعودة إليها.

وأعتقد أن مخطط الدفاع عن مصر الآن يقوم على إنشاء «عدد من الحصون» أو المدن المحصنة بالبشر وبالمشروعات.. مثل مدينة العوينات، التى أعاد الرحالة المصرى أحمد محمد حسنين بك «باشا فيما بعد» اكتشافها فى رحلتين مدعمتين من حاكم مصر فؤاد الأول عندما كان سلطاناً فى الرحلة الأولى.. ثم دعمه فؤاد عندما أصبح ملكاً لمصر، فى الرحلة الثانية، وهذه وتلك فى أوائل عشرينيات القرن الماضى.

■ ■ والمشروع العسكرى- المدنى، مدينة العوينات، يعتمد على ينابيع المياه الجوفية التى شاهدت بداياتها فى أواخر الخمسينيات عندما قامت الشركة العامة للبترول بحفر بئر بحثاً عن البترول.. فخرجت لنا المياه مندفعة إلى السماء.. بدلاً من البترول، وهذه المدينة تهدف إلى خلق مجتمع جديد يستوعب ١٠٠ ألف نسمة ويوفر ٢٠ ألف فرصة عمل لاستصلاح وزراعة ٢٣٠ ألف فدان.. وخطورة هذا الموقع تدفعنا إلى الإسراع فى تنفيذ هذه المدينة الحصن، وهى من مدن الثغور!!

■ ■ المدينة الثانية هى توشكى على ١٠ آلاف فدان، وعدد سكانها ٨٠ ألف نسمة، وحفرت ٥٠ بئراً لزراعة ١٠ آلاف فدان كبداية.

■ ■ وبين المدينتين تقوم عدة قرى متكاملة لتوطين الناس.. ويا حبذا لو كانوا من جنود الجيش بعد إتمام خدمتهم العسكرية، وبذلك نحمى حدودنا الغربية.. ونتصدى لمحاولات غزو مصر من الصحراء الليبية!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف