الوفد
عباس الطرابيلى
النبي.. تبسم!
أعرف الهموم والأعباء التي تتراكم علي رأس معظم الوزراء.. وأعرف حجم المشاكل التي لا تجعل أي وزير ينام مستريحاً.. ولكن أن يصل حال التكشيرة التي يرسمها هذا الوزير أو ذاك علي وجهه، إلي هذا الحد.. فإنني أقول ملعون أبو الوزارة.. وأبو المنصب.. مهما كانت المغريات.
بل أعرف لماذا يعتذر الأكفاء عن عدم قبول المنصب الوزاري. وكيف يحمد كل واحد منهم الله علي أن خرج من الوزارة.. علي قدميه!
وأري أن وزير قطاع الأعمال هو الفائز بلقب حامل التكشيرة الأكبر بين كل الوزراء. ولكن أليس هناك من «مستشار فرايحي» يقنع الوزير الدكتور أشرف الشرقاوي بأن يفكها شوية.. وأن يرسم علي وجهه بسمة.. لعل وعسى.. وربنا يفرجها. أم يا تري أعباء الوزارة أكبر من قوة تحمل الوزير؟
<< أقول ذلك وأنا أعلم حجم الخسائرـ وهي بالمليارات- التي تنزل علي شركات قطاع الأعمال وكل شركاتها القابضة.. وأنه لم تفلت من هذه الخسائر إلا شركة واحدة هي «الشرقية للدخان» المسئولة عن مزاج كل المدخنين المصريين، أدام الله أرباحها حتي وإن تحقق ذلك علي حساب أمراض التدخين.. وأعلم مشاكل عمال هذه الشركات وحجم المطلوب مالياً لتطوير هذه الشركات وانقاذها.. وأعلم أن الإيد قصيرة والعين بصيرة.. ولكن والنبي يا دكتور شرقاوي.. فكها شوية وتبسم، لوجه الله، ولو أمام عدسات المصورين!
<< وأفهم سر «عبوس» وزير المالية، الدكتور عمرو الجارحي.. فهو المطالب بتحمل كل شيء.. وعليه تدبير كل شيء.. لكل الوزارات.. ولهذا السبب نجد لوزير المالية، من النواب، أكثر مما لغيره من الوزراء.. ورغم ذلك كان «عبوس» وزير قطاع الأعمال أشد تكشيراً من عبوس وزير المالية.. فهل هي قوة التحمل! أي يحمل جينات أقوي مما في جينات الوزير الشرقاوي؟!
وقد يكون وزير التموين الدكتور علي المصيلحي ـ هو الأجدر بكأس بطولة الوزراء «العابسين» بالسين.. وليس بالثاء.. ذلك أنني أربأ بنفسي أن أتهم وزيراً ـ وسط كل هذا الجو البائس ـ بأنه من العابثين! أقول ذلك لأن وزير التموين والتجارة الداخلية هو المسئول الأول عن توفير الطعام لكل المصريين. وهو يعلم ما لا نعلم بحجم ما عليه استيراده من طعام، بعد أن أصبحنا نستورد 90 % من معظم ما نأكل بينما انخفض الانتاج المحلي من الغذاء، إلي أدني مستواه. وحتي ما ننتج محلياً من غذاء أصبحنا نستورد احتياجات إنتاجه.. أيضاً من الخارج.. ورغم ذلك فإن الوزير الشرقاوي أشد عبوساً من وزير التموين. ليه بس.. كده يا ربي؟! هو لا سيطرة علي الانتاج.. ولا سيطرة علي الاستيراد.. أمال نسيطر علي إيه؟
<< وإلي كل الوزراء المكشرين نقول: أيها الوزير «تيك إت.. إيزي» وتبسم شوية والنبي.. وكفاية هموم.. وهل تدخل بيتك كل يوم وليس علي وجهك إلا هذه التكشيرة.. أم هي مجرد قناع تعبر به للناس عن الفشل.. والعجز عن التخفيف من أزمات الناس؟
يا أخي فكها شوية.. يمكن ربنا يفرجها.. ولا تجعل يدك مغلولة إلي وجهك.. علي الأقل لتحافظ علي نضارة وجهك!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف