يسرى حسان
أي حاجة .. افتخر بصناعة بلدك!
طبيعي أن نفتخر بصناعة بلدنا. ونفتخر ببلدنا ذات نفسه. ربما نكون فقراء هذه الأيام. لكننا أغنياء باشياء أخري. إلا فيما يخص الضمير. فهو بعافية شوية. وتلك هي المشكلة.
الصنايعي المصري من أمهر الصناع في كافة شيء. لكن مشكلته في " الطلصقة". وهو نفسه الصنايعي الذي عندما يسافر إلي الخارج للعمل في مصنع أو ورشة فيها " ظبط وربط" يقش الجميع .. لماذا بخلت إذن. أخي الصنايعي. بشطارتك ومهارتك علي أهلك وناسك. هل الظبط والربط فقط هو ما يحركك ويجعلك لهلوبة. وماذا عن شيء اسمه الضمير يجب أن يكون حاضراً كل الوقت بغض النظر عن أي شئ؟ سيقول لك: "علي أد فلوسهم" وتلك مقولة من لا ضمير لهم أساساً.
عن نفسي أتمني وقف استيراد أي شيء من الخارج. إلا مانعجز عن صناعته بالفعل. جميل جدا أن نعتمد علي أنفسنا ونصنع احتياجاتنا بأيدينا. ونصدر منها ما يفيض عن حاجتنا. لكن الأجمل أن نصنعها بعناية ومهارة وشياكة. والأجمل أكثر أن نبيعها بسعر معقول.
التاجر المصري سيدخل جهنم حدفاً. إذا شعر بأنه لم يعد علي الحجر غيره. ساق فيها وضرب أسعاره في عشرة. وربما في عشرين. يعني لو أوقفنا مثلاً استيراد الأحذية. لن تجد أمامك سوي الأحذية المصرية المضروبة. بعد أن فقدت سمعتها الطيبة. وسوف تشتريها بأسعار فلكية. وإلا عليك أن تسير حافياً. ولكن ليس علي جسر من ذهب كما سارت ميرفت أمين.
لا بأس نفتخر بصناعة بلدنا. ليس لنا إلا بلدنا وصناعته. ولكن علي صناعة بلدنا أن تكون بديلا جيداً ورخيصاً. وليس بديلاً بائساً ومرتفع الثمن. الاستيراد يكلفنا عملة صعبة نحن أولي بها في هذا الظرف الأصعب الذي نمر به. لكن وقفه سيضعنا تحت رحمة طمع وجشع التاجر المصري. وسيضعنا كذلك تحت رحمة الصنايعي المصري وفهلوته وطلصقته. فهو لا يشعر بذاته إلا لو طلصق في شغله. والغريب أنه إذا أذن للصلاة فإن التاجر المصري والصنايعي المصري. ولا تنس أيضاً الموظف المصري. يترك كل ما في يده ويهرع إلي الصلاة .. طيب بتضحك علي مين أخي المؤمن.. صباح الشيزوفرينيا!