يعتبر الحَكْيُ أحد أمتعِ الفنون الأدبية وأكثرِها شعبية وأحبِّها إلي النفوس فهو المتعة التي يتشاركها طرفان طرفٌ يَحكي وطرفٌ يُحكَي له وثالثتهما هي »الحكاية»‬ التي تجري علي لسان حاكيها في ساعةٍ من ساعات الشغف محمَّلةً بأصداء الموروث وخبرات الآباء والأجداد لتتسلل بلطفٍ إلي السامع يطربُ لمعانيها طربًا لا يقلُّ عن طربه بحُلو صياغتها وجميل عبارتها وهي غذاء الروح والعقول وأعظم أداة للحوار بين العقول مهما اختلفت اللغات فبها يعيش القارئ في عالم الحكاية الفضائي ويخرج تماما ولو للحظات عن واقع قد يكون مؤلما أحيانا وغير محتمل أحيانا كثيرة ليجد لنفسه فسحة للنفس ولوكانت خارج إطار الواقع تعينه علي استئناف الحياة من جديد .. من هنا كانت الأهمية الكبري لفن الحَكيِ والكتابة ثم القراءة أداتها المترجمة في صورة غذاء العقول وقديما قالوا : الشعوب تحتاج حتي تنهض إلي الثقافة الأدبية أولا ثم يأتي دور العلم بعد ذلك لأنها تعمل علي ترقية الفكر أدبيا مما يؤهله بعد ذلك لمرحلة الإبداع العلمي والابتكار وإذا أردت أن تستقرئ مستقبل شعب فانظر إلي مستواه الثقافي اليوم وما يقوم ببثه الإعلام والتعليم في عقول النشء وتلك مسؤولية الدولة بالأساس ومعيار نجاحها من عدمه .