الأخبار
هبة عمر
وجع قلب .. السرايا الصفراء
في عشرة أيام فقط بلغت ميزانية إعلانات التبرعات للمستشفيات مايقرب من ٢٥٠ مليون جنيه أنفقتها ٢٨ مؤسسة صحية خلال الثلث الأول من شهر رمضان، وفقا لتقرير شركة أبسوس للأبحاث الذي نشره الزميل مصطفي حمدي في أخبار اليوم، حتي أن رواد مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا دعابة تقول أنه لم يبق مستشفي لم تعلن عن نفسها سوي »السرايا الصفرا»‬، وهو الاسم الشعبي لمستشفي العباسية للصحة النفسية !
المستشفي التي تضم خلف أسوارها ١٥٠٤ سرير، لا تكفي الإحتياجات الحقيقية، تم ضمها لديوان عام وزارة الصحة في عام ١٩٩٧، ويرجع تاريخ إنشاءها الي العام ١٨٨٣ ومساحتها الحالية تبلغ٦٨ فدانا تقريبا، وكانت قصراً لأحد الأمراء، وحين التهمته النيران لم ينجوسوي مبني مكون من طابقين تم طلاءه باللون الأصفر، ليكتسب اسم السرايا الصفراء الذي إشتهر به .وتضم أقساما عديدة للرجال والنساء والمراهقين والأطفال والمسنين وعلاج الإدمان، وعيادات خارجية عامة ومتخصصة، ووحدات للتأهيل والرعاية النهارية، وأيضا فرقة مسرحية تساعد في تأهيل المرضي للشفاء عن طريق الفن، وكثيرا من المرضي تحقق لهم الشفاء بالفعل ولكنهم يرفضون الخروج لأن الأهل والمجتمع لا يقبلونهم، ولا توجد إمكانيات لإعادة تأهيلهم لمواجهة الحياة خارج أسوار المستشفي،فليس المريض وحدة من يحتاج إلي إعادة تأهيل بل ان المجتمع ايضا بحاجة إلي إعادة تأهيل ليحسن استقبال العائدين من المرض النفسي، ويمنحهم الفرصة للعمل وكسب الرزق والإعتماد علي أنفسهم، ومحو»وصمة العار» التي صنعها الإعلام والدراما وأساءت كثيرا للصورة الذهنية التي تشكلت في وعي الناس عن المرض النفسي.
من قبل طالب مدير المستشفي السابق أن تلعب الجمعيات الخيرية واصحاب التبرعات دورا للمساهمة في تأسيس بيوت خاصة للعائدين من المرض تتوافر فيهابيئة صحية ونفسية سليمة، وتمثل حلقات وصل بين المريض والمجتمع الخارجي، فيتعود المريض داخل هذه البيوت تدريجيا علي المجتمع الخارجي، ثم توفر له الجمعيات والمجتمعات المدنية وظيفة مناسبة ليتحول إلي عضو بناء في المجتمع خاصة ان للمرضي مهارات وهوايات كثيرة وتم تأهيلهم داخل ورش بالمستشفي علي العديد من الحرف .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف