صدرت صحف الخميس أمس الأول تحمل نبأ لا تحريك لأسعار المحروقات حتى الآن، على لسان المهندس طارق الملا وزير البترول، وبينما كانت أيادى القراء تلتقط الصحف من على أرصفة الباعة ؛ صدر بيان من مجلس الوزراء بتحريك أسعار المحروقات بدءا من صباح اليوم نفسه، لاحظ لفظ تحريك أى ليس رفع الاسعار بل هى فقط مجرد تحريك لأن استخدام كلمة تحريك فى مفهوم الحكومة الذكية سوف يخفف من آثار هذه القرارات الموجعة لدى محدودى الدخل، ويجعلهم يتقبلون الدواء المر بنوع من الصبر والتقشف، وشد الأحزمة على البطون الخاوية والغريب أن هناك أكثر من مسئول روج لمقولة لاتحريك لاسعارالوقود حتى الآن.. مع تأكيد كلمة الآن؛ ومنهم رئيس مجلس النواب وآخرون، علما بأن رجل الشارع العادى يعى ويدرك جيدا انه وفقا للاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وخطة الإصلاح الاقتصادى المرتقب، فإن هناك رفعا لأسعار الوقود والكهرباء والمياه بدءا من أول يوليو الجارى تباعا حتى أغسطس المقبل، ولكن أستسهال الادلاء بتصريحات غير مسئولة ومن وزراء مسئولين فى الحكومة، شيء يزيد من الارتباك والالتباس بين المواطنين، ويزيد من عدم الثقة فى حكومتنا الرشيدة، والتى لا يدرك بعض أعضائها أن سبب تقبل المواطن للاجراءات القاسية للاصلاح الاقتصادي، هو صدق ومصداقية الرئيس السيسي، الذى نجح طوال 3 سنوات فى توقيع عقد شراكة مع المصريين، وحول العلاقة بين الدولة والمواطن من التبعية إلى المشاركة فى الإنجاز والمساهمة فى فاتورة الاصلاح، هذا هو سر تقبل المواطن للدواء المر وليس تصريحات بعض المسئولين التى تستغفل المواطن وتتبارى فى رسم صورة وردية لارتفاع جنونى فى الأسعار، بمقولة أن تحريك الأسعار لن يمس محدودى الدخل؛ ياسادة رفقا بالغلابة وبدلا من هذه التصريحات الهلامية، تسابقوا فى علاج آثار هذه القرارات المؤلمة، فالمواطن يمكنه أن يتحمل المعاناة، ولكن إلى متي؟ رئيس الحكومة قال فى مؤتمره الصحفى إن تحريك أسعار الوقود.. هو آخر القرارات الصعبة؛ وأقول لسيادته: هل نعتبر هذا وعدا..؟!