* وقف العجوز الأسود ذو العين الواحدة والألف يد.. مترقبا، يتفقد أبناءه.. ليصطفى من حان دوره فى غياب أبدى.. يختار من بينهم أجملهم وأكثرهم نقاءً.. وعشقا للحياة.. ولكل الأحياء.. ازداد سواد وجهه حتى غطى العالم فى لحظة أنجز خلالها مهمته المتوحشة بمهارة ليست غريبة عليه.
اختار الموت الأسبوع الماضى ذلك الولد البهى.. والشاب الوفى.. الرجل الذى زرع بقلبه "فدان ورد وأغانى".. لكنه لم يحصد سوى الرحيل عن حياة عشقها.. ولم تعشقه.. لم يجنِ غير ذكرى ستظل تحتل مكانا عظيما.. ومؤلما.. فى قلب كل من رآه مبتسما.. أو متألما.
صديقى الجميل الوفى المثقف.. يا ابن الحياة.. والموت، للمرة الأولى منذ عشرين عاما او يزيد.. لن تقرأ - أو أقرأ عليك - حروفى التائهة.. العاجزة حتى عن وداعك.
سيد على منصور.. إلى لقاء أكيد.. فى عالم يستحق وجودك.
***************
* "الدبور الأزرق".. حشرة تختار ضحاياها من الصراصير.. لتبث مادتها شديدة السمية فى رأس المسكين المستكين، تلك المادة التى تفقده تماما السيطرة على تصرفاته، فيتحول الى حالة من العبودية الكاملة لذلك الشرير الازرق القاتل الذى يتمكن بأريحية تامة من وضع يرقاته فى جوف ضحيته، فيظل حيا ميتا.. مسلوب الإرادة غير قادر على التصرف، لمدة قد تصل لأربعة أيام كاملة، تكون كافية لخروج مجموعة من الدبابير الصغيرة، وقد تغذت على أحشاء "العبد" المسكين دون ان يحرك ساكنا.. لتبدأ بعدها رحلة البحث عن ضحايا جدد من نوع الضحية الأولى نفسه تستوعب سمومها، فتصير راضية أيضا بمصيرها المحتوم.
هل نحلم بأن نرتقى - ولو قليلا - عن حياة ساكنى البالوعات، ونرفض أن نصير عبيدا لدبابير أيا كان لونها؟!
***************
* محمد صبحى.. تضحكنى ممثلا كوميديا.. لكنك تضحكنى اكثر عندما تتحدث بوصفك مثقفا... كوميديا أيضا.
***************
* لغة محلية من بين العديد من اللغات فى المكسيك، صارت على وشك الانقراض بعد أن بات عدد متحدثيها شخصين فقط.. حتما ستموت اللغة بموتهما.. أو بخصامهما.. أو بقضاء أحدهما على الأخر.
كم أخشى على "العربية" من ذلك المصير!
***************
* علق نفسه بذاكرة الشمس بضع سنين.. اكتسى بلونها عله يعود منها بقبس.. أو يجد فى لهيبها هدى يجعله يستطيع أن يظل محتفظا بمبادئ علمها له أبواه، ورآها بين كفه.. والحبيبة.
علمه أبواه - طفلا - أن الله يعطى من يشاء بغير حساب.. وعلم نفسه - شابا - أن يحلم بغير حساب.. وعلمته الحبيبة - رجلا - أن يحب بغير حساب.. ثم أخبرته العرافة أن الوهم بغير حساب، وأن الزمن يهب من يشاء عناءً، ويجعل من يشاء حالما..... بالمستحيل.