سارع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الإشادة بقرار المحكمة العليا الأمريكية ، الذي سمح بتنفيذ جزئي لمرسومه حول حظر سفر مواطني ست دول ذات أغلبية مسلمة إلى الولايات المتحدة.. ترامب وصف قرار المحكمة بالانتصار التاريخي.
قبل ذلك بأسابيع جاءت أول زيارة للرئيس ترامب للدولة التى ينبذها ويهاجمها .. لكن المليارات غيرت رأيه مؤقتاً.
البيت الابيض يقيم مأدبة افطار للمسلمين كما جرت العادة منذ عقود ، لكن هذا العام يفاجئ ترامب العالم برفض اقامة المأدبة بالبيت الأبيض بالتزامن مع عودته من رحلة جمع الأموال من الدول الاسلامية ذاتها التى هاجمها بغرض الابتزاز.
قد تكون ميزة ترامب الوحيدة انه لا يكذب ولا يتجمل ، أعلن بوضوح احتقاره للمسلمين ونيته فى نهبهم ونفذ بالفعل.
لكنه في الواقع لا يقول الحقيقة كاملة فقد تراجع عن تصنيف جماعة الاخوان كتنظيم ارهابي وفضل أن يدخل في مواجهة مفتوحة مع العالم الاسلامي ، ودون المساس أو الاقتراب من البؤرة الصديدية ذاتها ، لأن القضاء عليها سيعنى في نهاية الأمر انتهاء مبررات ابتزاز العالم الاسلامي ويغلق الى الأبد ملف الارهاب الذى يدر المليارات في الانفاق على التسليح ، ويفقد تاجر السلاح الأول في العالم مبررات بقائه.
اذا نحن في القلب من الدائرة الخبيثة التى يستحيل كسر حلقاتها والخروج منها دون انتزاع البؤرة المحركة ، ولا يجب أن تخدعنا صيحات ترامب أو شعاراته أو اشارات أصابعه طالما ظل عاجزاً عن رفع عينيه أمام الجماعة.
وكلما ازدادت الهجمات شراسة في مناطق متفرقة من العالم وازداد توحش "داعش" ، كلما تسارعت مبيعات الأسلحة وازداد فقر الشعوب واتسعت رقعة الفقر.. لتلك الأسباب يصف ترامب التطور الأخير بأنه انتصار تاريخي .. فقد نجح في اسقاط وانتزاع القناع الأمريكي الزائف للحريات، وأظهر النزعة اليمنية العنصرية الكامنة في مفاصل الأمة الأمريكية منذ تأسيسها على أشلاء الهنود والزنوج والمهاجرين.. استعاد ترامب لافتات العنصرية الكريهة التى سعت أمريكا للتخلص منها وغسل سمعتها الدولية منها لعقود طويلة .. أنهى فكرة التسامح والتعايش وكل معانى الرأفة بصفعة واحدة .. وضع ترامب الأمة الأمريكية لأول مرة عارية أمام مرآة الحقيقة حين مارست ادارته سياسة التسويف والتراجع عن ادانة الجماعة الارهابية وتركها تمارس طقوسها فوق الأراضي الأمريكية ، ليكون بذلك على خط استواء واحد مع لندن المؤسس الحقيقي للتنظيم الدولى.
مركز بيو للأبحاث أدرك منذ ساعات في أحدث استطلاع للرأى أن الصورة الذهنية للولايات المتحدة تدهورت بشدة على مستوى العالم في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأن الأغلبية الساحقة من المواطنين في بعض الدول لا يثقون على الإطلاق في قدرة ترامب على القيادة.
وبعد مرور خمسة أشهر على توليه الرئاسة أظهر الاستطلاع الذي شمل 37 دولة تراجع معدلات شعبية الولايات المتحدة في باقي أنحاء العالم إلى 49 % مقارنة مع 64 % في نهاية عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الذي ظل في البيت الأبيض لثماني سنوات وأثمرت عن انهيار تام للعلاقات العربية ـ الأمريكية بفضل رعايته وتمكينه للجماعة الإرهابية.
ترامب لم يعد بمقدوره الابتعاد كثيرا عن مستنقع أوباما طالما بقيت الجماعة الارهابية في مأمن من الانتصار التاريخي!!