هاتفني صديق قديم وبدون مقدمات قال "عبد الناصر مات يا محمد" فسألته عبد الناصر مين خاصة أن لدي أصدقاء كثيرين يحملون هذا الإسم.. فأجابني "اللواء عبد الناصر حامد".
فجأة تسمرت قدماي وزاغت عيناي وبمعني أدق فقدت حواسي للحظات لا أعلم كم إستغرق هذا الفقد من وقت.. ولم أدري كيف أنهيت المكالمة مع صديقي.
لقد مر في ذهني وخاطري عقب صدمتي شريط من الذكريات يزيد عمره عن الربع قرن منذ بداية صداقتي مع اللواء عبد الناصر حامد - رحمه الله عليه - حين كان ضابطا صغيرا وكنت محررا صغيرا يحبو في بلاط صاحبة الجلالة.. شريط من الذكريات كحلم جميل دار وما زال يدور بخاطري.
فقد جمع المرحوم عبد الناصر حامد كل الصفات الجميلة التي يندر أن تجتمع في إنسان.. وإن إجتمعت أعتبره من الصفوة التي الهث للتشرف بصداقتها.. فرغم طبيعة عمله كضابط بحث جنائي وحياته العملية المشرفة التي تضم العديد والعديد من القضايا التي نجح في كشفها إلا أنه كان محبوبا ومرغوبا كصديق من مختلف فئات وقطاعات الطيران لدماثة خلقه وتواضعه وحسن معاملتة للصغير قبل الكبير.
لم يكن المرحوم اللواء عبد الناصر حامد ضابطا عاديا بل كان منهجا يضم العلم والإيمان والأخلاق وشهامة أولاد البلد وجدعنة المصريين إلي جانب حزم ضابط الشرطة.
لقد قررت حجب صورتي ونشر صورة المرحوم اللواء عبد الناصر حامد علي رأس مقالي تخليد لذكراه العطرة.. وعزاؤنا أنه في دار الحق.. وأن كل شئ يولد صغيرا ثم ينمو حتي يكبر إلا الحزن فإنه يولد كبيرا ثم يصغر حتي يتلاشي.. إنها حكمة الخالق ورحمته.
رحم الله الأخ والصديق والإنسان اللواء عبد الناصر حامد مدير إدارة البحث الجنائي بمطار القاهرة الدولي.. ورحم الله أمي وأبي وأمواتنا جميعا.. "إنا لله وإنا إليه راجعون".