علاء عريبى
كارنيه إعانة للطبقة المتوسطة
نتفق تماما مع خطط الحكومة في رفع الدعم بشكل جزئي عن الخدمات والمرافق ومعظم السلع المدعمة خلال سنوات بعينها، ونتفق معها فى البحث عن أية طرق لسد عجز الموازنة، لكن السؤال: وماذا عن المواطنين؟، ماذا عن الفقراء والمحتاجين والأغلبية العظمى من الشعب التي بالكاد يعيش حياة قد تكون أدامية؟، هل دخل هذه الأسر سوف يتحمل الغلاء الذى سيترتب على تنفيذ هذه الشريحة من الدعم؟.
لا أظن أن دخل المواطن المصرى يمكنه الصمود أمام أية زيادات جديدة، ونظن أن تطبيق الشريحة الحالية من الدعم سوف يترتب عليها رفع العديد من السلع، بداية من المواصلات العامة، ومرورا بالخضروات، والفاكهة، وانتهاء بأجرة الحلاق، والمكوجى، وأسعار الملابس، والأحذية، والمدارس وغيرها، من أين؟، هل الـ10 أو 7% التى أضيفت المرتبات والمعاشات كافية؟، هل إضافة 65 أو 150 جنيها للشرائح المعدمة والمتوسطة وهى أغلبية سوف تعينهم على تحمل تكلفة الزيادات الجديدة فى أسعار السلع والفواتير والمواصلات؟.
وماذا عن غير العاملين فى الدولة والقطاع الخاص؟، ماذا عن الفئات التى لم تستفيد من العلاوات الاستثنائية؟، ماذا عن الملايين الذين يعملون باليومية، فئة المعمار، والباعة الجائلين، والعمالة المؤقتة، أغلب هذه الشرائح لا تعمل بصفة دائمة، إن عملت اليوم لن تعمل فى اليوم التالي، وربما لن يعمل طوال الأسبوع، وعندما يمرض لن يعمل نهائيا، هذه الفئات كيف ستواجه ما يترتب على شريحة الدعم الحالية؟، كيف سيسدد فواتير الكهرباء والغاز والمياه؟، ما هى مصادره لشراء الطعام والشراب؟.
اعتقد أن الحكومة مطالبة بأن تبحث عن حلول لمساعدة هذه الشرائح من المواطنين، العمالة المؤقتة، والعمالة اليومية، وفئة المعمار، إضافة إلى الـ9.5 مليون مواطن على المعاش، نقترح ان تستخرج لهم كارنيهات لركوب المواصلات العامة بالمجان أو تعفيهم من نصف الاجرة، وان تعفيهم كذلك من نصف قيمة فواتير الكهرباء، والمياه، والغاز.
نحن كأبناء الطبقة المتوسطة أصبح من الصعب توفير احتياجاتنا، الأسر قبل هذه الشريحة كانت حرمت أولادها من أصناف كثيرة من الأطعمة، ومن يمرض بالأسرة يذهب إلى الصيدلية لكى يشخص له الصيدلى المرض والعلاج، ويشترى منه بالشريط وليس كامل العلبة، الفاكهة أصبحت من التراث، فما بالك بالملابس وغيرها من الأساسيات.
سبق واقترحت على الحكومة ان تصدر إصدار كارنيه مدعم بنصف القيمة، يصرف مع بطاقة التموين بعدد أفراد كل أسرة، يستخدمه كل فرد في الأسرة، خاصة التلاميذ والطلبة، فى ركوب المواصلات العامة، الأتوبيس والمترو وقطار السكك الحديدية، ونقترح اليوم على الحكومة أن تصرف لهذه النسبة من المصريين، وهى أغلبية الشعب، كارنيه آخر لشراء الملابس والأحذية بنسبة دعم من محلات القطاع العام والخاص.