جريدة روزاليوسف
د. حماد عبد الله حماد
سياسة «اللطم على الخدود»!
لا شك بأن سياسة «اللطم على الخدود» التى تظهر يوميا على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد تثير الشجون لدى المعنيين بأمور الوطن اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ....
«واللطم على الخدود» تعبير فلكلورى يحدث فى المجتمع الشعبى حين تأتى المصائب سواء كانت مصائب فردية أو جماعية وفى بعض الأحيان يتطوع من «يلطم على الخد» تضامنا مع أصحاب المصائب ويطلق عليهم «الندابون» وفى حالة المحروسة الآن ما أكثر الندابين، واللطامين على الخدود، وكل هذا أمام أنظار العالم (القرية الصغيرة) بتكنولوجيا الاتصالات ينقل فى ثوان الأحداث ويعبر عنها المعلقون وكل نداب بطريقته المهم أن الدافع الوحيد لهذه الظاهرة... هو الاقتصاد المصرى!
فمن غير المعقول أن يكون هناك مولد للندب و«اللطم على الخدود» فى قلب العاصمة فى ميدان دار القضاء العالى وفى مربع النقابات المهنية الصحفيين والمحامين ونادى القضاة ونقابة المهندسين ويمكن إقامة فرح فى مربع بجانبه بشارع العروبة (هيئة ووزارة الاستثمار) أو فى ميدان التحرير حيث (وزارة التجارة والصناعة) أو حتى فى مدخل شارع قصر العينى (مجلس الوزراء) من غير المعقول أن يكون مولد اللطم على الخدود والصراخ والعويل فى هذا المربع الجغرافى وعلى بعد أقل من200 متر يكون هناك فرح عقد صفقات للاستثمار المباشر، وسياسات للانفتاح على الأسواق العالمية «مايركبش» الاحتفاليتان مع بعض احتفالية «الاحتقان والصراخ»، «واحتفالية التنمية والازدهار».
لونان لا يمكن أن يتشكلا سويا اللون الأسود فى مربع واحد، واللون الأبيض فى مربع آخر لابد أن الخلط بينهما سوف يكون رماديًا جدا جدا.
فى حقيقة الأمر أن الجهود المبذولة من المجموعة الاقتصادية المسئولة عن ملف الاستثمار والتنمية يقابلها فى الوجه الآخر هذه الموالد الشعبية المسيئة لمناخ الاستثمار والمسيئة للتنمية ولا يمكن المراهنة أبدا على نجاح المساعى بما فيها المؤتمرات الدولية والاتفاقات الثنائية وغيرها من فعاليات نشيطة للاقتصاد دون حلول جذرية لهذه الـمظاهر غير المحمودة النتائج دون شك!.
ولعل السياسات وضعت فى قاموس الحياة لكى تتعدل، وتتبدل، لكى تتماشى وتتناسب مع الأحوال (ولكل حالة سياسة) ولكل مصيبة يوجد لها حل.. ولا يمكن أن تترك موالد اللطم والندب دون التدخل السياسى وعلى أعلى مستوى..
ولا شك بأن مهمة د. سحر نصر ، م/طارق قابيل، د.الجارحى كمسئولين عن الاستثمار مهمة صعبة للغاية.
فهم عازفون منفردون فى اوركسترا تعزف ألحانًا جنائزية والكورس يلطم الخدود ويندب ..
ولا أحد يمكن أن يفصل بين موسيقى (الفالس والتانجو) وموسيقى (البوب والروك اند رول ) فهذا مولد يدفع ثمنه الاقتصاد المصرى ثمنا غاليا من دماء شعب مصر ومستقبل أبنائه..
فهل من مجيب ؟ وهل من عودة إلى الوعى؟ وعودة إلى الإحساس بالمسئولية الوطنية؟ والبعد عن المناورات السياسية الضيقة الأفق والتى تهدد أمن الوطن فعلا... يا ليتنا نفيق قبل أن نصحو على حدث جلل!
يا رب أكون مخطئ!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف