جلال دويدار
خواطر .. طريق الساحل الشمالي وآفة.. «الحلو مايكملش»
لا أحد ينكر توافر النية الطيبة فيما تستهدفه الدولة من وراء ما تقوم به من مبادرات لحل المشاكل وتسهيل حياة المواطنين. الشيء المؤلم والمؤسف هو قصور القيام بالمسئوليات والواجبات في إنهاء هذه المبادرات بالصورة الكاملة المتكاملة. هذا السلوك السلبي يجعل بعض المشروعات العظيمة عبئا وخطرا يهدد الحياة ويحرم الجميع الفرحة بهذا الإنجاز. ليس من توصيف لهذا السلوك الذي يتسم بالتقصير وسوء التقدير سوي غياب الضمير والجنوح لعدم المبالاة. هذا الذي يحدث ينطبق عليه المثل الذي يقول »الحلو مايكملش» وتعمد.. »إفساد» الطبخة علي شوية »ملح».
هذه الحكاية المتكررة.. تتمثل في مشروع طريق الساحل الشمالي الذي تم إنشاؤه لربط الإسكندرية بمرسي مطروح. ما تم إنجازه حتي الآن يبلغ حوالي ١٠٠ كيلومترات بداية من الكيلو 21 بعد منطقة الهانوفيل في الاسكندرية وحتي نهاية مارينا العلمين. الطريق رائع وعلي مستوي عال جدا يشمل ثلاث حارات في كل جانب. رغم روعة الانجاز فإنه ويا خسارة تم تشويه الخدمات والمتطلبات المساعدة التي تؤمن حياة البشر.
في هذا الشأن فإنه لا يخفي علي أحد أن الهدف من إنشاء هذا الطريق هو خدمة سكان ورواد القري السياحية المنتشرة بطول الطريق الي جانب حركة التجارة والسفر من مصر الي ليبيا وشمال أفريقيا. الذي حدث أن القائمين علي إنشاء الطريق قرروا عزل الجانب الأكبر من هذه القري بعدم إنشاء وتمهيد المنازل والمطالع التي تسمح لهؤلاء المواطنين ومستخدمي الشاليهات والبيوت المقامة علي طول هذا الطريق. كان من نتيجة هذا تعريض هؤلاء المواطنين لخطر الموت نتيجة الحوادث المفزعة
ليست هذه الاخطاء فحسب التي أدت الي الحرمان من الاستفادة من انجاز هذا الطريق وإنما أيضا عدم استكمال حواجز منع العبور للطريق وكذلك الفتحات اللازمة للقيام بعملية العبور الآمن بين جانبي الطريق.
إننا وبمناسبة بدء إجازات الصيف التي تدفع ملايين المواطنين للهرب إلي الشواطئ هربا من الحر.. نتوجه بالشكر إلي كل من ساهم في إتمام مشروع طريق الإسكندرية مرسي مطروح حتي العلمين. هذا الواجب لا يمنعنا من توجيه النظر إلي حقيقة وواقع. وهما أن الحلو وللأسف لم يكتمل وهو ما تشهد به الحوادث والدماء التي تسيل علي هذا الطريق كل يوم.
من ناحية أخري وكما هو معروف فإن انشاء هذا الطريق وتطويره يجري في إطار الخطة القومية لتجديد وتحديث شبكة الطرق في كل أنحاء مصر. إنها تأتي تفعيلا للاستراتيجية التي يتبناها الرئيس السيسي ضمن خطة النهوض بالدولة المصرية . أرجو وأتمني أن يكون هناك مراعاة واهتمام بالتخلص من الآفة التي تعد نقطة ضعف في كل ما نقوم به من أعمال عظيمة سواء كانت خدمية أو صناعية. إنها تتمثل فيما يحتاجه الأمر من العناية والدقة في التشطيب وما يتطلبه من لمسات مهمة وضرورية.