الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. بركة الطعام الإسلامي

بداية.. أكتب قبل بداية مباراة الزمالك في مدينة هراري عاصمة زيمبابوي.. ولكني قرأت أن الأخ هاني زادة رئيس البعثة لاحظ أنه لا يوجد جالية أو طائفة مسلمة في المدينة ولا في البلد كلها.. عادة نحن في الرحلات الطويلة أو سفر المريض للعلاج لمدة طويلة نسأل عن جالية مسلمة للاطمئنان علي أن الذبح بالطريقة الإسلامية بذكر الله عز وجل.. في باريس بالذات حي كامل اسمه "بربيس" كله مسلمون من الجزائر بالذات وجاليات أخري كبيرة من المغرب وتونس.. لا يوجد فرنسي واحد ولا شخص غير مسلم قط في هذا الحي الذي يبيع "اللحم الشرعي" كما يسمونه أما شهر رمضان فلا تستطيع أن تمكث في الحي كثيراً من الزحام علي مشتروات رمضان!!!!
المهم.. اضطر الأخ هاني زادة أن يشتري كل يوم حتي قبل وصول الفريق بكذا يوم اضطر أن يشتري فراخا حية من السوق وتذبح أمامه بذكر الله عز وجل ثم يعطيها لمطبخ الفندق لطبخها!!!!!!
تذكرت قصة قديمة بهذه المناسبة واعتبرتها قبل مباراة الزمالك فألا حسناً..
كان الفريق القومي قد تم تكوينه أو قل تطعيمه بلاعبين جدد.. وكان قد اجتاز تصفيات بطولة الأمم الافريقية التي كانت ستقام في بوركينا فاسو بدعاء الوالدين.. وكان المدرب هو محمود الجوهري الذي اجتمع بنا نحن نقاد كل الصحف في فندق سونستا.. كان يخشي الجوهري هجوما لا مبرر له من كل وسائل الإعلام لا من الصحف فقط لأن الفريق الجديد لم يأخذ فرصة بعد في التأقلم والخبرة!!!... وكان واضحا خلال مباريات التصفيات أن مستوانا لو وصل إلي المربع الذهبي يكون نعمة من عند الله.. وأيدنا جميعاً هذا الكلام.. لقد كنا شهودا عن قرب.. وسافر الفريق لدرجة أن مجلس إدارة الاتحاد اعتذر الجميع عن رئاسة البعثة فتطوع لها حازم الهواري!!!!!
خلال الكلام عن بلد اسمها بوركينا فاسو وتواضع مستواها الاجتماعي.. وبالتالي فنادقها.. تقرر ارسال طباخ كبير محترف مع البعثة.. حدث هذا بالصدفة المحضة لأن أهم شيء بالنسبة لفريق الكرة التغذية!!!!!.... وبعد يوم واحد من وصول البعثة لم يعجب الطباخ ولا حازم الهواري طعام الفندق خصوصاً اللحم!!!!!.. فقرر حازم شراء خروف كل يوم يتم ذبحه بالطريقة الشرعية وذكر اسم الله سبحانه وتعالي.. ويتم تجهيز طعام البعثة علي انفراد بعيداً عن طعام نزلاء الفندق.
أكل الفريق "الطعام الشرعي" فانتقل من نصر إلي نصر.. لم يخسر الفريق أي مباراة حتي وصل المباراة النهائية أمام جنوب افريقيا أقوي فرق البطولة.. ذهبنا إلي الاستاد ونحن في منتهي الهدوء النفسي والاطمئنان لأن أسوأ نتيجة هي ما كنا نطمع فيها من القاهرة!!!!.. كان غاية أملنا أن نكون "الوصيف".. وهو ما حدث قبل صفارة البداية.
.. تبدأ المباراة وبعد دقائق قليلة أو قل ثواني.. أحمد حسن لاعب الوسط الرائع يرسل صاروخا وحدث شيء غريب جدا!!!!! رأيناه وتأكدنا منه في شريط الإعادة.. الكرة في طريقها الطويل من قدم أحمد حسن إلي المرمي انحرف مسيرها ودخلت المرمي!!!!... الهدف الأول!!!! حازم إمام ينطلق من منتصف الملعب إلي الأمام ويأخذ معه المدافعين ويجري خلفه حسام حسن واكعب الحذاء يرسل حازم الكرة إلي حسام ليضعها في المرمي ونحمل الكأس الميئوس منها!!!! ببركة الطعام الإسلامي ويارب يكون الزمالك عملها أمس.. يارب.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف