جلال دويدار
خواطر .. هزيمة الزمالك الثقيلة سببها.. الاستهتار والميوعة
أخطاء بالجملة كانت سببا في الهزيمة الثقيلة التي لحقت بفريق الزمالك لكرة القدم أمام فريق »كابس يونايتد» في دور المجموعات لدوري أبطال أفريقيا. هذه الأخطاء شملت أداء اللاعبين وعدم توفيق المدرب البرتغالي إيناسيو في تشكيل الفريق. والتلكؤ في استبدال اللاعبين. استندت قراراته بالسلبية والمزاجية والجنوح لعدم الرضا والقبول في اختيار اللاعبين. أدي ذلك الي استبعاد النجوم البارزين بالفريق ومنهم علي سبيل المثال أيمن حفني للمشاركة منذ بداية المباراة.
فيما يتعلق باللاعبين الذين شاركوا في المباراة فإنهم جميعا كانوا سببا في الهزيمة لأنهم لعبوا المباراة بميوعة فاقدين الروح والحماس وبدون نفس بالإضافة إلي الاستهتار الذي ترتب عليه عدم دقة التمريرات. هذا الأمر أدي إلي ضياع ثلاث أو أربع فرص مؤكدة لتسجيل أهداف. يضاف الي ذلك عدم احتساب الحكم لهدف لصالح الزمالك بحجة تسلل مشكوك فيه من اللاعب حسام باولو. كان الشعور السائد طوال المباراة أن الفريق يفتقد الترابط والتواصل وهو ما كان نتيجته العشوائية وغياب التفاهم في الملعب.
هذا الرأي الذي سيطر علي مشاعري كمشاهد ومشجع للزمالك جعلني أشعر بالقرف والمرارة والخيبة وأنا أتابع المباراة. كانت المتعة غائبة تماما حيث اتسم الأداء »بالعك» الكروي أمام فريق غاية في التواضع والانضباط. هذا الواقع المؤسف والمحزن الذي كان عليه فريق الزمالك انعكس أيجابا علي فريق كابس الزامبي الذي لم يصدق أفراده ولم يدر بخلدهم ما حققوه من انجاز.
ما حدث وبهذه الصورة المزرية التي كان عليها فريق القافلة البيضاء الذي تاه في ملعب المباراة وأكد أفراده أن لا علاقة لهم تماما بمدرسة الفن والهندسة. الهزيمة الفضيحة ٣/١.. التي مُني بها وفقا لتحليلات الخبراء جعلت وصوله إلي دور الأربعة بمثابة حسبة »برما» تعقيدا وصعوبة. إنه ولكي يتأهل فإنه مطالب بالفوز في مباراته ضد أهلي طرابلس التي ستقام الأسبوع القادم بملعب برج العرب وأن يصاحب ذلك فوز اتحاد الجزائر علي فريق كابس يونايتد أو علي الأقل يتعادل معه.
من ناحية أخري لقد كان من سوء حظ الزمالك أن تجري مباراته قبل ٢٤ ساعة من المباراة الرائعة والمذهلة بين منتخبي ألمانيا وشيلي في نهائي بطولة القارات التي أقيمت في روسيا. المقارنة بين المباراتين من كل النواحي تجعل هواة الساحرة المستديرة يكرهون مشاهدة مباريات الفرق المصرية سواء كانت محلية أو خارجية. ما شهدناه في مباراة ألمانيا وشيلي جسد قمة المتعة والسعادة والانبهار من بداية المباراة وحتي نهايتها.
الحقيقة وفي ضوء مهزلة ماجري في مباراة الزمالك وكابس يونايتد فإنني أشفق علي المستشار مرتضي منصور وأعضاء مجلس إدارة النادي. لابد أن نقدر حجم ما أصابهم من إحباط شديد كان وراء ثورتهم وعصبيتهم. إنهم لم يقصروا في دعم ومساندة الفريق وأفراده وأنهم لم يبخلوا عليه بالمال الوفير. كانوا في قمة الحماس والانتماء للنادي من خلال حرصهم علي الاستجابة لكل الاحتياجات من الخبرة الفنية. رد اللاعبين الجاحدين علي هذا الموقف.. تجسد في الكفر بهذه النعمة. إنهم زادوا علي كل هذا بتعمد دفع مشجعي ومحبي الزمالك إلي أن يعيشوا الإحباط والانكسار ليس بتأثير الهزيمة ولكن لصدمة عدم تقدير اللاعبين للمسئولية ولانتمائهم للقلعة البيضاء.