د. مجدي العفيفي
شاشة رمضان.. إعلام أم «أضغــاث إعـــلام»؟ «1-3»
أتابع الجهد الإعلامي الخلاق الذي تبذله جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء منذ إشهارها بوزارة التضامن الاجتماعي برقم 8873 لسنة 2012 ويرأس مجلس إدارتها د.حسن علي، الأستاذ بكلية الإعلام جامعة السويس، وهي تجري مسحا تحليليا دوريا لوسائل الإعلام، كلمة وصوتا وصورة، فتطرح تقاريرها وتحدد مجال منظورها من خلال أساتذة متخصصين في عالم الإعلام بكل مساراته وتشكيلاته، يراقبون ويحللون وينتقدون وينذرون ويخاطبون الجهات ذات العلاقة سعيًا إلى تحقيق إعلام حقيقي يعكس بمراياه صورة المجتمع، كما ينبغي أن تكون. قدمت الجمعية قبل أيام تقريرها عن حالة الإعلام في شهر رمضان لهذا العام، من كل من: د.فاطمة الزهراء صالح أستاذة الإذاعة والتليفزيون المساعد بجامعة سوهاج، ود.عادل عبد الحكيم مدرس الإعلام بجامعة المنوفية والدكتورة شيماء حسن المدرس المساعد بقسم الإعلام بجامعة المنيا، والمستشار خالد حسني المحامي بالنقض والمستشار أحمد عبد الرسول المحامي بالنقض والأستاذ إبراهيم عبده بجامعة بني سويف، ومن الخبراء د.أنور أبو الليل المدير العام بإذاعة القاهرة الكبرى. بمنظور عام يرى تقرير الجمعية أن هذا الشهر شهد إنتاجا إعلاميا كثيفا في إطار سباق وتنافس حاد بين وسائل الإعلام المصرية، وقد كان لهذا العام خصوصية ومذاق مختلفان لبروز متغيرات جديدة مثل: ظهور شبكات تليفزيونية جديدة على الساحة مثل (دي إم سي) وانتقال ملكية شبكات قديمة إلى ملاك جدد مثل (أون تي في) و(تن) وغيرها. وانتقال وهجرة مذيعين من شبكة إلى شبكة في إطار تنافس الشبكات على جذب كفاءات ودماء جديدة.. ومعاناة عدد كبير من الشبكات ماليا لضعف العائدات الإعلانية مع زيادة تكاليف الإنتاج.. وبروز وعي المشاهدين والمستمعين عبر شبكات التواصل الاجتماعي ونقدهم المبكر للأعمال المقدمة وقدرتهم على الفرز. وقد أسفر السباق الرمضاني عن إنفاق قرابة المليار ونصف المليار جنيه مصري على الدراما فقط في شهر واحد، إضافة إلى البرامج الدينية في الإذاعة والتليفزيون وإذاعة القرآن الكريم، كما لوحظ تناقص برامج المقالب (7) في العام الماضي مقابل (2) هذا العام حيث اقتصر السباق على رامز جلال (تحت الأرض) وهاني رمزي (هز الجبل) وإعلانات تجارية وإعلانات خدمية أبرزها (إعلانات التبرعات) التي كان أفضلها إعلان مستشفى أهل مصر لعلاج الحروق الأكثر مهنية وإنسانية وأخلاقية، رغم موقف الجمعية الثابت من رفض كل إعلانات التبرعات التي تسيء إلى مصر. ولعل الجديد في مراصد هذا العام، كما يكشف التقرير، أن الجمهور بات شريكا في عمليات الرصد والتقييم من خلال تعليقاتهم الصريحة والزاعقة أحيانا على شبكات التواصل الاجتماعي والتي كشفت عن وعي حقيقي وذائقة نقدية رفيعة المستوى في تناولهم لما يبث عبر الشاشة والميكروفون، وأثبتت مراجعات صفحات "فيس وشبكات التواصل" أن ثمة رأيا عاما ناضجا يتشكل لدى الجمهور الذي لم يعد وحيدا أعزل في مواجهة أباطرة الفضائيات. خلص التقرير إلى عدة نتائج يمكن إجمالها في: 1- ارتفاع الإنفاق هذا العام على الدراما التليفزيونية نتيجة السباق المحموم بين الفضائيات الخاصة، حيث تم إنتاج 37 مسلسلا تليفزيونيا وحوالي 11 مسلسلا إذاعيا مقارنة بالعام الماضي. 2- ارتفاع الإنفاق على الإعلانات مقارنة بالعام الماضي في حدود المليار جنيه مصري في رمضان فقط مقابل 800 مليون العام الماضي. 3- انخفاض برامج المقالب فقط (2) مقارنة بحوالي (7) العام الماضي. 4- انخفاض مشاهد العنف والتدخين وتعاطي المخدرات في الدراما التليفزيونية مقارنة بالعام الماضي. 5- ظهرت دراما نظيفة بدون مشاهد تدخين أو مخدرات، سنشير إليها. 5- غياب الدراما الدينية والغناء الديني. 6- تعثر الدراما التاريخية على قلتها. 7- ارتفاع نسبة العري في معظم المسلسلات دون استثناء. 8- ضعف البرامج الدينية ونمطية الأداء في إذاعة القرآن الكريم. وتوقف التقرير إزاء المخالفات والخروقات المهنية في الدراما الرمضانية.. فما هي؟ هذا ما سأعرضه في المقال المقبل، ثم نضع التقرير في الميزان النقدي. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، @ تويتر: عيد بأية حال عدت يا عيد بما مضى أم بأمر فيك تجديد (؟!) سؤال عمره أكثر من ألف عام لشاعر العربية العظيم «المتنبي». هل لديك إجابة في عام 2017؟ ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، @ واتس آب: صلى وصام لأمر كان يطلبه فلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، @ فيسبوك: إما أن تعطف عليهم.. وإما أن تقضي عليهم! (من كتاب «الأمير» لـ«ميكافيلي»)