لا تشعل سيجارتك أثناء تصفحك للفيس بوك، احذر فهو ممتلئ بالبنزين. لا تشغل التكييف فى السيارة حفاظًا على رزق أولادك، لو حصل إنك شغلت التكييف، اركن فورا واستغفر ربنا... هناك العديد من النكات التى ظهرت وأوضحت مدى إبداع المصريين فى الضحك من همومهم، فى حين أننا جميعا غنى وفقير نعانى من ارتفاع الأسعار، والمتوقع زيادتها أكثر بعد ارتفاع سعر البنزين، نحن لا نبكى فقط على همومنا، وإنما نسرّى عن أنفسنا عادة بمثل هذه النكات التى يتم تداولها على نطاق واسع ولعل أكثر ما يثير الضحك هو طرفة عن مقادير عمل البنزين فى المنزل: وهى 2 كوب ماء مقطر، 160 جراما نيتروجين بلدى، نقطتين جاز إسماعيلاوى، رشة فوسفات صغيرة. كثيرا ما اهتم الحكّام فى مصر بالنكت التى يتداولها الشعب لأنها عادة ما تعبر عن الحالة الشعورية للرعية حيال ما يجرى من أحداث وما يصدر من قرارات، ومن يدرى فربما استخدمت السلطة أحيانا النكات لإرسال بعض الرسائل بشكل غير مباشر عندما تريد أن تنشر قناعات معينة لديهم، قديما، ربما كان يتم تداولها سرًّا بين الأصحاب والأقارب فتنتشر ببطء، بعكس الحال اليوم لوجود وسائل التواصل الاجتماعى التى يمكنها نشر خبر لملايين الناس بضغطة واحدة على زر لوحة المفاتيح. ظاهرة ارتفاع الأسعار وخاصة البنزين هى فعلا مشكلة كبيرة للجميع رغم محاولات الحكومة تفسير سبب ذلك وأنه وفقا لخطة إصلاح اقتصادى مرسومة لرفع الدعم تدريجيا عن بعض السلع وتوجيهه لمستحقيه من محدودى الدخل، رغم أن معاناتهم ستستمر عندما يستخدمون خدمات وسلعًا أخرى يضطرون لشرائها.
المهم أيضا ألا نكتفى بالتعبير عن الضجر والضيق أو السخرية وتداول النكات المضحكة على حالنا، لابد أن هناك طريقة أخرى للتعامل مع الموقف. ذكرتنى هذه الحال بجدتى رحمها الله التى كان لديها حظيرة صغيرة فى جزء من شرفة بيتها الكبير، كانت تربى فيها الدجاج والبط والأوز، كانت تحصل على بعض البيض وتترك بعضه ليفقس وتنمى حظيرتها، كانت تجمع بواقى الأقمشة التى يتم تفصيلها، وعندما تتكون كرة كبيرة لديها فإنها ترسلها لشخص معين فى محل للسجاد و«الأكلمة» فيحولها إلى سجادة جميلة تعود بها وتفترشها فى إحدى الغرف، وأذكر كيف كنت أتأمل تلك السجادة وأنا أتساءل: كيف تحولت إلى هذا العمل الفنى الجميل، وكان لصديقة لى جدة تأكل كل شىء من زرع يدها، فكانت تزرع حول بيتها الريفى قدر احتياجها فقط من المزروعات، وكانت نادرا ما تشترى شيئا وتقضى معظم وقتها فى مزرعتها الصغيرة. بمعنى آخر نحن بحاجة إلى العودة لمفهوم الاكتفاء الذاتى الذى كان يسود بين أهل القرية الواحدة قديما، منهم من يزرع الخضر ومنهم من يصنع الجبن ومن يخبز.. إلخ . وأقول قديما لأن غالبية أهل الريف الآن يشترون من محلات السوبر ماركت بالقرية. شد الحزام على البطن وتقليل الاستهلاك قدر المستطاع ربما يساعدان فى الحل مع الاهتمام بزيادة الإنتاج، وسينعكس ذلك بطريقة إيجابية على مجتمعنا، وكذلك التكاتف الاجتماعى ، ومساندة بعضنا البعض حتى نخرج من هذه الأزمة. (المهم إنك لا تشغل المكيف واوعى تنسى وإيديك تيجى عليه بالغلط). آخر نكتة وصلتنى.