الجمهورية
عبد الرحمن فهمى
ذكريات .. حسن شحاتة .. الحل الأخير
صدقوني.. حسن شحاتة هو الدواء الوحيد للمريض الذي لم يجد دواءً له بعد!!!... صدقوني المدربون الأجانب لا يصلحون لفرقنا القومية ولا للأندية.. أمامكم النادي الأهلي. شق طريقه نحو البطولة بكل سهولة تحت إشراف أحد أبنائه.. ثم لا تقولوا لي "هيدكوتي" وسبع سنوات في القمة.. لقد عاصرنا هذا عن قرب.. بل قرب جداً.. وقعت نكسة 1967. وتم إلغاء حاجة اسمها كرة القدم من الوجود.. لا في الملاعب ولا في الصحف أو التليفزيون. واعتزلت مجموعة من خير لاعبي مصر في عز عطائهم وخبرتهم رغم أنفهم.. وبعد فترة بدأ النادي الأهلي يفكر في المستقبل.. ماذا لو فوجئنا باستئناف النشاط الكروي.. وقام صالح سليم مع محمد عبده صالح الوحش باستعراض فرق الناشئين.. وظل العمل سنتين في محاولة تكوين فريق صغير متجانس يمثل النادي مستقبلاً.. خليط من منتخب 18 سنة و14 سنة. تم تكوين الفريق.. وفي الظل. وفي الخلف أحد أصحاب الفضل علي كرة الأهلي. وهو عم عبده البقال. الذي دعَّم الفريق الشاب بثلاثة في أول العشرينيات: الشربيني وطه إسماعيل من ناد مؤقت!!... اسمه النادي المصري القاهري!!.. وأيضاً مختار مختار من نادي شركة إسكو!!.. وكان المفروض أن يتولي تدريب الفريق الأخ الوحش. لولا أن وجد عملاً مغرياً في الدول العربية فسافر.. لذا تم الاستعانة بالمدرب المجري هيديكوتي. نجم فريق المجر الخرافي.. وجد هيديكوتي فريقاً مثالياً يجمع بين الشباب الصغير الذي تمرن حوالي عام ونصف العام مع ثلاثة نجوم في عز شبابهم وخبرتهم أيضاً. حاول نادي الزمالك خطفهم من عم عبده البقال. فلم يستطيعوا. بقصص كوميدية معروفة.
* * *
الخلاصة.. لا تقل لي هيديكوتي.. لقد وجد الفريق الذي لا يحتاج كثيراً لمدرب عبقري ليفوز به سنوات طوال!!
ولما مرت السنون وبدأ هيديكوتي يطالب بالبحث عن نجوم جديدة ولم يتجاوب معه مجلس الإدارة.. فوجئ المجلس بأن هيديكوتي غادر القاهرة إلي بودابست ليلاً دون إخطار النادي.. فقد كان مصراً علي الهروب لأن الحلم انتهي.. سافر بعد ساعات حسن حمدي إلي بودابست ومعه "كارت بلانش" للاستجابة لكل طلبات هيديكوتي. مهما كانت.. ولكن هيديكوتي أصر علي ترك الأهلي لأنه سينكشف أمره.. النجوم في طريقهم للاعتزال. ولا يوجد بديل!!.. نصح حسن حمدي بالتعاقد مع مدرب مجري آخر. اتضح أن نظره ضعيف جداً. لا يري إلا لمسافة متر واحد أمامه.. ومع الأسف لم يلاحظ حسن حمدي هذا قبل التعاقد معه في المجر وانكشف في مطار القاهرة.. وابتلع النادي المقلب.. ثم اتضح أنه مستحيل بقائه!!.. ففسخ عقده!!
* * *
لا تقل لي مدربين أجانب لا يعرفون شيئاً عن البلد. ولا البطولات ولا اللاعبين. ولا عاداتنا وتقاليدنا.. وبعض المدربين الأجانب يضربون صداقات "حميمة" مع بعض اللاعبين وما في ذلك من خطورة علي الفريق ككل!!
الزمالك بالذات يحتاج لشخصية علي زيوار.. الصداقة والمحبة مع الحزم والحسم والصرامة والعقوبات القاسية النهائية.. وهذا سبب نجاح علي زيوار مع الأهلي.. حسن شحاتة مؤهل لهذا الدور في الزمالك.. صدقوني.. لم أر ولم يتصل بي حسن شحاتة منذ آخر كأس أفريقي منذ سنوات.. ولكنها نصيحة لوجه الله.
* * *
بالمناسبة "نصيحة لنادي الزمالك" هناك قصة قديمة مشهورة..
كنت أصدر مجلة "الأهلي".. وبعد أكثر من سنة زارني محمد حسن حلمي في مكتبي. وسألني عن ميزانية المجلة.. تكسب أم تخسر.. ثم فوجئ حلمي بأرباح المجلة المهولة. والتوزيع والإعلانات. التي نأخذها من سيد مرسي وعبدالله عبدالباري. فقرر إصدار مجلة الزمالك.. انعقد مجلس إدارة النادي الأهلي بناءً علي طلب المرحوم صالح سليم. وطلب عزلي. ويتولي عبدالمجيد نعمان إصدار المجلة!!!... رفض المجلس طبعاً.. وتدور الأيام ويتولي صالح سليم رئاسة المجلس. ويصدر القرار!!.. ولا أدري هل مجلة الزمالك مازالت تصدر أم لا؟!.. كله فان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف