المصرى اليوم
عباس الطرابيلى
الإخوان.. كيف حاولوا استقطابى!!
ونحن نعيش الآن «أجواء» انتخابات الرئيس.. وأجواء ثورة 30 يونيو جلست أتأمل، وأبحث عن الذين كانوا نجوماً - أو نموراً من ورق - ومنهم من كانوا فى مقدمة الصفوف.. سواء كانوا ثواراً حقيقيين «أو شبه لهم وللكثيرين» وأتساءل: أين ذهب معظم هؤلاء.. وهل كان مصير بعضهم هو نفس مصير ثوار الثورة الفرنسية، سواء الذين قطعت رقابهم تحت المقصلة.. أو كانوا هم من يصدرون الأوامر إلى المقصلة!! وتعجبت. بل أصابنى الذهول.

ووجدت منهم كثيرين ممن تقلبوا، وغيروا جلودهم، مرات ومرات.. ومن أحسن التطبيل.. ربما أملاً فى أن يحصل على جزء من كعكة الثورة.. ونسى كل هؤلاء أن الشعب لا ينسى، وإن غفر أحياناً.

وفى هدوء أخذت أتصفح أرشيف مقالاتى - التى كتبتها أيامها فى جريدة الوفد تحت عنوان «هموم مصرية» .. وتأكدت أننى لم أتغير، ولم أتلون، بل قلت رأيى بصراحة وبالذات منذ اكتشفت أن الإخوان «هم أنفسهم» غيروا جلدهم. وبعد أن أعلنوا صراحة أنهم لن يدخلوا انتخابات رئاسة الجمهورية بمرشحين اثنين.. أولهما الرئيس الفعلى للإخوان.. خيرت الشاطر.. وثانيهما «الاستبن» د. محمد مرسى العياط!! حتى لا يفلت منهم كرسى الحكم.

اشتدت المعركة، بالذات فى مرحلة الإعادة بعد هذا التفتيت الرهيب وأخذت أتصفح عناوين مقالاتى أيامها فى «الوفد» ووجدت ما لا يصدقه البعض اليوم، ومما كتبته - بالذات فى فترة الإعادة - كيف يعد الإخوان ليركبوا الثورة.. وأن البلاد بلا رئيس.. وبلا دستور، وبلا حكومة دائمة.. أى البلاد جاهزة مثل التفاحة لتسقط بين أيديهم.. بينما الحركات والأحزاب الليبرالية تضيع الوقت فيما لا يفيد ثم كيف أن الامتناع عن التصويت هو أكبر جريمة.. إلى: هل فشلت التجربة الحزبية وكيف أن مصر لا تستحق كل هذا التفكك.. ثم مقالى من أجل أحفادى انتخبت أحمد شفيق.. رفضاً للإخوان.. ومقال آخر بعنوان: النخبة المصرية وأسباب النكسة.. ثم: حق الوطن.. قبل حق أى جماعة. ثم: لتذهب السلطة ولكن لتبقى مصر.. وسقوط النخبة.. وسقطات الإعلام.

■■ ولكن كان مقالى يوم 19 يونيو 2012 وقبل إعلان نتيجة الانتخابات بساعات بعنوان صادم يقول: لن أعترف به.. رئيساً وكنت أقصد الدكتور محمد مرسى وفى مقدمة المقال قلت: هناك قرائن تقول إن الإخوان عبثوا فى نتيجة الانتخابات وإن ذلك جاء نابعاً من خوفهم من ضياع فرصتهم فى الاستيلاء على الحكم فى مصر.. وإلا فما الداعى إلى تزويرهم الانتخابات.. بل قلتها صراحة إننى أرفض إعلان النتائج النهائية قبل التحقيق من جهات محايدة.

■■ وما إن نشرت هذا المقال حتى تلقيت تليفوناً من شخص كان هو الذى يقود الحملة الإعلانية للدكتور محمد مرسى.. وقال لى بالحرف: لماذا تقف ضدنا.. ألا تؤمن بالصندوق والديمقراطية، واقترح أن أزورهم «فى المقطم» فلما رفضت، اقترح أن يزورنى بمكتبى فى «الوفد» فلما قلت: يجب أن أستأذن أولاً من رئيس الوفد، قال: ألست كاتباً مستقل الرأى.. رددت إننى أعمل بالوفد وعضواً بهيئته العليا، ويجب أن أستأذن، هذه هى الأصول الحزبية.. قال سوف نزورك ومعى عدد من قيادات الجماعة ليحاورونى.. ورفضت فأنا أعرف أساليبهم!!

■■ وهنا اقترح أن أجلس مع الدكتور محمد مرسى بمجرد أن يحلف اليمين الدستورية ورفضت قائلاً: لن أعترف به رئيساً.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف