لماذا غابت مصر عن اجتماع دول الساحل الإفريقى الخمس؟، وهل القوة التى تقرر تشكيلها لمحاربة الإرهاب تختلف عن القوة التى سبق وتقرر تشكيلها فى اجتماع الساحل والصحراء الذى عقد العام الماضى فى شرم الشيخ؟.
يوم الأحد الماضى اتفق فى العاصمة المالية «باماكو» رؤساء دول الساحل الأفريقى الخمس: «موريتانيا، مالى، تشاد، النيجر وبوركينافاسو»، بحضور الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، على تشكيل قوة عسكرية مشتركة قوامها 5 آلاف جندى، بقيادة الجنرال «ديدييه داكو» رئيس أركان الجيش المالى السابق، وذلك لمكافحة الجماعات الإرهابية، وتجارة المخدرات، وتجارة البشر المنتشرة فى هذه البلدان، تقدر تكلفة القوة بحوالى 423 مليون يورو، وتبدأ مهامها نهاية العام الحالى.
فى عام 1998 تم تأسيس تجمع دول الساحل والصحراء فى ليبيا من دول: مالى، تشاد، النيجر، السودان، وبوركينا فاسو، بناء على مبادرة من القائد معمر القذافى. وتسع التجمع بعد ذلك وضم: مصر، والسودان، وليبيا، وتشاد، والنيجر، ومالى، وبوركينا فاسو، وإريتريا، وإفريقيا الوسطى، والسنغال، وغامبيا، وجيبوتى، وتونس، والمغرب، ونيجيريا، والصومال، وتوغو، وبنين وليبيريا، وكوت ديفوار، وغينيا بيساو، وغانا، وسيراليون، وغينيا، وجزر القمر، وموريتانيا، وساوتومى، وبرنسيب».
فى شهر مارس قبل الماضى استضافت مصر وزراء دفاع دول الساحل والصحراء، 27 دولة عربية وإفريقية، وتم خلال الاجتماع الاتفاق على 17 بندا، كان أهمها تعزيز التعاون الأمنى والعسكرى لمكافحة الإرهاب، وإنشاء مركز لمكافحة الإرهاب الإقليمى لدول التجمع مقره مصر، وتسيير دوريات على المناطق الحدودية لدول التجمع التى تشهد اضطرابات، من أجل مكافحة الإرهاب وضبط الحدود ومنع الجرائم، وإنشاء آلية لتجنب وإدارة وتسوية النزاعات، وأيامها أكد الأمين العام لتجمع الساحل والصحراء النيجيرى إبراهيم سانى أباني أن الوضع الأمنى فى منطقة الساحل والصحراء مقلق للغاية بسبب انتشار الأسلحة بشكل غير مشروع، وتهريب المخدرات، والإرهاب»، وقال أيضا: إن الإرهاب لا يعرف الحدود بين الدول، وأشار إلى تنظيم القاعدة فى المغرب العربى، وحركة الشباب الصومالية، وجماعة بوكو حرام النيجيرية، وتنظيم داعش، وأكد أن دول الساحل الإفريقية لا تستطيع مواجهة الإرهاب بمفردها، والأمر يتطلب تحركا منسقا ومتفقا عليه».
قبل انتهاء المؤتمر كتبنا هنا ونبهنا الحكومة المصرية إلى أهمية التفكير فى إنشاء قوة أمنية مشتركة لمحاربة الجماعات الإرهابية فى البلدان الأعضاء، وكان مبررنا فى ذلك أن أغلب البلدان الإفريقية لا تمتلك الأموال، ولا العتاد، ولا القوات المدربة على مواجهة هذه الجماعات، وضربنا مثل بجمهورية مالى التى استعانت بالدول الإفريقية والأجنبية لمواجهة جماعتى أنصار الدين، والجهاد والتوحيد، وقد نجحت القوات الفرنسية فى التصدى للجماعتين ومنعهما من دخول عاصمة البلاد.
اجتماع دول الساحل الخمس الأحد الماضى واتفاقها على تشكيل قوة مشتركة، يدفعنا للتساؤل: ما الذى تم تنفيذه من البنود الـ17 التى وقع عليها بلدان الساحل والصحراء العام الماضى بشرم الشيخ؟، هل تم انشاء مركز المعلومات؟، هل تم تشكيل قوة مشتركة؟، ولماذا لجأت الدول الإفريقية الخمس إلى فرنسا؟، ولماذا فضلت التنسيق فيما بينها بعيدا عن دول الساحل والصحراء؟، هل لأنها اكتشفت أن بنود الساحل والصحراء مجرد حبر على ورق؟