الجمهورية
محمد نور الدين
من الآخر .. حماية الصامدين
بمنتهي الوعي. وبالغ الحكمة تقبل "المصريون" قرارات رفع أسعار الوقود والطاقة. وبرضا الصابرين وإرادة الصامدين استوعب البسطاء وسائل وأهداف "برنامج بقاء وبناء الدولة" علي أسس متينة ودعائم سليمة.. تضمن معالجة أوجه القصور. والتخلص من اختلالاته وتشوهات متراكمة.. وبث الروح في اقتصاد قوي وقادر علي الوفاء بمستلزمات وطن العدالة والكرامة الإنسانية.
أيقن الكادحون أن القرارات المؤلمة جاءت لإنقاذ دولة. وإصلاح مسار. وتوفير سبل الرعاية الصحية والاجتماعية لجميع أبناء الوطن.. لذا صبروا وتحملوا.
أدرك الصابرون أن الدواء المر خير علاج للأمراض المزمنة التي نالت من قدرات الدولة ووقفت حجر عثرة في مشوار التنمية والإصلاح وانحدرت بالخدمات والحقوق الأساسية إلي أدني المستويات.. لذلك رضوا وقنعوا.
آمن الصامدون أن الشجاعة والمصارحة أقصر الطرق لعلاج المشكلات والأزمات. وأن فاتورة الإصلاح لابد أن يتحملها الجميع بلا استثناء. وينبغي تضافر جهود كافة المؤسسات والأجهزة لإنجاح عملية الإصلاح والوصول إلي بر الأمان.. ولهذا ساندوا والتزموا.
من المؤكد أن مواطناً بتلك الخصال الحميدة والصفات النبيلة يجب ألا يبقي وحده يضحي ويواجه ويئن دون مساندة أو حماية من كافة الجهات والقطاعات. وإلا صار بالفعل أسيراً للظلم والجور.
ليس عدلاً أن يسقط محدود الدخل بين أنياب الجشعين والمتاجرين بقوت الغلابة تحت بصر وسمع الجهات الرقابية.. من الظلم ألا تسارع الحكومة بتشديد الرقابة علي انفلات الأسعار وفوضي الأسواق. والضرب بيد من حديد فوق رأس من يستغل الظروف في وقت يحتاج فيه الوطن إلي تكاتف وتكافل أبنائه. وضد قواعد الإنصاف أن يستمر "الغلبان" محاصراً بالأعباء.. ومكبلاً بقيود الغلاء والاستغلال.
إنقاذ الفئات المظلومة فرض عين علي جميع المؤسسات الرسمية والمنظمات المدنية. ولابد من شن حرب شرسة ضد الجشعين والباحثين عن المكاسب الحرام.. وتحديد هامش ربح مناسب لكل سلعة طالما من الصعب فرض تسعيرة جبرية.. ويقتضي الأمر الاستمرار في توسيع نطاق شبكة الحماية الاجتماعية ليصل الدعم لمستحقيه.. وتشكيل حوائط صد قوية لتخفيف الآثار الاقتصادية والاجتماعية علي البسطاء.
لقد تحمل "المصري الأصيل" ما لا يقدر عليه غيره.. وقدم من التضحيات ما يفوق الطاقة والسعة.. وعاني شظف العيش برضا وقناعة. وصمد ومازال أمام كل التحديات الشرسة. والظروف المعاكسة. وليس من الإنسانية أو المساواة أن يبقي وحده دون أن تمتد إليه الأيادي الحانية. تربت علي كتفه.. وتخفف عنه آلام وأوجاع سنين المشقة والحرمان.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف