جمال زايدة
سيناريوهات الأزمة القطرية
لا أعتقد أن مستشارى الأمير تميم ومن خلفه والده الامير حمد سوف ينصحونه بقبول الشروط المفروضة لرأب الصدع داخل البيت الخليجى وفى العلاقة مع الشقيقة الكبرى مصر لاعتبارات عديدة لا علاقة لها بصون كرامة طرف على حساب طرف آخر ولا لهدف صون مصالح هذه الدولة الصغيرة ولكن لأن أطرافا دولية تريد لهذه الأزمة أن تستمر. الولايات المتحدة هى أكبر مستفيد من الوضع الراهن، قاعدة العيديد «أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى الخارج» مستمرة وتؤوى 10 آلاف جندى ومطار تنطلق منه المقاتلات الأمريكية فى اتجاه سوريا والعراق.. وترامب حصل على 110 مليارات دولار فورية عقود لدعم المجمع الصناعى العسكرى. اسرائيل ترى قطر بشهادة مسئوليها أهم شريك لها فى منطقة الخليج، إذن هى قاعدة انطلاق للمصالح الإسرائيلية فى المنطقة .
إيران سعيدة لما يحدث فقد تمكنت من إرسال الحرس الثورى لحماية الأمير وأسرته واتباعه فى حال حدوث أى قلاقل.. وهو ما يشكل مصدرا كبيرا للقلق من اختراق عسكرى إيرانى للمنطقة. تركيا تمكنت أن تصل إلى الخليج عبر قطر وبالتنسيق مع الولايات المتحدة وهو ما يضيف المزيد من التوتر إلى الموقف .
الجانب الايجابى تضامن مصرى - سعودى - إماراتى - بحرينى فرض شروطا لم يتم الاستجابة لها وبالتالى لا بد من المزيد من الضغوط لوقف دعم الارهاب باتخاذ المزيد من العقوبات التى قد تؤدى الى ارتماء قطر فى احضان قوى أجنبية وهو ما يشكل مخاطر عديدة للمنطقة . فى وسط كل هذا التوتر كيف يمكن لمصر مواجهة تحديات إقليم مضطرب وتبعات اجراءات اصلاح اقتصادى مؤلمة ؟