المصرى اليوم
عباس الطرابيلى
سوريا.. والحل غير العربى!
عندما تجرى محاولات حل القضية السورية، خارج المنطقة العربية، فهذا هو العار كله.. إذ أهم قضية عربية لم تعد فى يد العرب.. حتى جامعة الدول العربية بعيدة تماماً عن كل ما يجرى، ليس فى سوريا وحدها، بل فى كل قضايا العرب.

إذ تجرى الآن فى مدينة أستانة، عاصمة جمهورية كازاخستان، المفاوضات بين ممثلى الحكومة السورية، ويمثلهم بشار الجعفرى، المندوب السورى بالأمم المتحدة، وممثلى المعارضة: بمباركة ومشاركة - بل وضغوط - إيران وتركيا وروسيا. وأستانة هو الاسم الجديد للعاصمة ألما آتا، وهى فى أقصى شرق البلاد وعلى مقربة من الحدود الصينية فى أقصى الشرق. وتحيط بهذه الجمهورية الإسلامية حدود كرغيستان من الجنوب.. بالقرب من أشهر بحيراتها: بايكال وغير بعيد عن حدودها مع روسيا شمالاً.

وبالمناسبة 38٪ من سكان كازاخستان هذه من أصول روسية، و6٪ ألمان، و5٪ من أوكرانيا، ونسبة محترمة من التتار. فاكرينهم؟!!، وأغلب سكان هذه الجمهورية، التى كانت خاضعة للحكم السوفيتى، من الأتراك فى الغرب ومن المغول.. من الشرق قرب حدود الصين.. وأيضاً فاكرين المغول؟!!. وكل هذه الجمهورية تقع شرق بحر قزوين.. وإذا كان عدد سكان أستانة حوالى المليونى نسمة، فإن عدد سكان الجمهورية حوالى 22 مليوناً. ولكن إذا كان الاسم القديم لهذه العاصمة اسماً مغولياً - تترياً، هو ألما آتا، فإن الاسم القديم يشير للكثير من المعانى.. وهو أستانة، أو الأستانة العاصمة التاريخية للإمبراطورية العثمانية التى كان اسمها حتى الفتح العثمانى هو القسطنطينية.. فهى حملت أيضاً اسم: إسلام بول «أى أرض الإسلام»، وأيضاً اسم استانبول، أما العرب فكانوا يفضلون عليها اسم «الباب العالى».. وهى استانبول الحالية.

ومن المؤكد أن أبناء كازاخستان أطلقوا عليها اسمها الحالى «أستانة» إعادة إلى الجنس التركى «القديم»، إذ منها ومن باقى الجمهوريات الإسلامية فى الاتحاد السوفيتى السابق خرجت القبائل التركية واتجهت غرباً طلباً للطعام، وزحفت شمال الهند وشمال إيران لتستقر فى شبه جزيرة الأناضول «تركيا الحالية». وبالمناسبة كان معظم المماليك الذين حكموا مصر من هذه المناطق، ومنهم مثلاً قطز وبيبرس، وبعضهم من البلقان ومن روسيا.. ومن هذه القبائل التركية الأتراك السلاجقة الذين حكموا بلاداً عديدة من شمال الهند إلى العراق وسوريا.. والأناضول.. وهم من أطلقنا عليهم فى مصر مسمى «الغز.. أى الترك الغزاة».

■ ■ الذى يهمنا هنا أن نكشف حجم العار الذى يصيب العرب الآن من الدولة الوحيدة الأولى التى «كانت» تتغنى بالعروبة وبالقومية العربية، حيث كان مصيرها فى يد غير العرب «روسيا، إيران، تركيا»، فضلاً عن آراء وضغوط سعودية وأمريكية.. وإن كان موقف مصر عربياً فى المقام الأول.

■ ■ وإذا كانت محاولات التقريب بين العناصر المتصارعة فى سوريا قد جرت فى جنيف، أشهر مدن سويسرا وأجملها، ويا سلام على «تمشية على ضفاف بحيرة ليمان»، فإنها الآن تشهد الجولة الحالية من المحاولات فى مدينة أستانة هذه.. قرب الحدود الصينية.. وأيضاً السورية.. فأى عار ينزل بالعرب الآن وسوريا هذه كانت أول من استجاب للدعوة لإنشاء الجامعة العربية؟!

■ ■ وإذا كنت أعيب على الجامعة العربية غيابها عن أى محاولات لحل المشكلة، فإننى أيضاً ألوم الدول العربية الأخرى، مثل الجزائر والمغرب والعراق، أما دول الخليج فهى مشغولة بالصراع مع الإرهاب.. أقصد الصراع مع قطر.. ترى هل يصبح حل قضية سوريا حلاً ليس عربياً؟! المهم يجب حلها!!.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف