الوفد
علاء عريبى
قناة «الجزيرة»
هل بمقدرة قناة فضائية أن تسقط نظام حكم؟، قبل أن نحاول الإجابة عن هذا السؤال يجب أن نسأل أولاً: هل من حق القنوات الأجنبية أن تنقل الصور والروايات غير الرسمية للبلدان الأخرى أم أن هذا يعد تدخلاً فى الشأن الداخلي لهذه البلدان؟، هل من حق القنوات الفضائية أن تتبنى رؤية سياسية مخالفة أو مضادة أو معارضة لبعض الأنظمة أم أن هذا يعد تحريضاً على قلب نظام الحكم؟، هل المطلوب من الإعلام أن ينقل الرواية الرسمية للبلدان الأخرى؟، هل قناة «الجزيرة» القطرية أسقطت بعض الأنظمة العربية وفى طريقها لإسقاط أنظمة خليجية؟
عندما تطرح هذه الأسئلة أو بعضها على الإعلاميين والكاتب والمثقفين والسياسيين سوف يأخذونك إلى ما يسمونه بالـ«حياد»، ويؤكدون أن الإعلام يجب أن يكون محايداً، كيف؟، وما هو معنى الحياد؟، وهل الحياد فى الإعلام هو نفسه فى السياسة؟
الحياد فى الإعلام مثله في السياسة من الصعب ضبطه والتحكم فيه، لأنه لا حياد إعلامياً عند دخول البلاد فى خصومة مع بلد آخر، ولا حياد فى تنافس حزب مع حزب، ولا حياد عندما ينشب خلاف بين مُلاك القنوات أو الصحف، ولا حياد عندما تقع خصومة بين الاعلامى أو الصحفي وأحد المسئولين، لهذا تضع الحكومات بعض التشريعات لضبط الإيقاع وتوفير القدر الأكبر من الحياد.
لكن ماذا عن الحياد أو الموضوعية في تناول قناة أو صحيفة لأحداث بلد آخر؟، ما الذى يجعل قناة مثل «الجزيرة» أو الـ«سى إن إن» أو الـ«بى بى سى» أو «اسكاى نيوز» أو غيرها أن تكون محايدة وهى تنقل الأحداث فى مصر أو السعودية أو الإمارات أو البحرين؟، السؤال بصياغة أخرى: ما الذى يدفع قناة إلى عدم الموضوعية فى نقل أحداث بلد آخر؟، لماذا تنحاز ضد الخطاب الرسمي؟
المفترض أن تتناول القنوات الأجنبية أحداث البلدان الأخرى بموضوعية، لأن تبنيها لخطاب أحد الأطراف المتنازعة يخرج القناة من موضوعيتها، كما أنه يعد بالفعل تدخلاً فى شأن آخرين، إضافة إلى انه يميل من كافة الصراع لصالح احد الطرفين، وهو ما يعنى فى النهاية تحقيق مصلحة أو أجندة أجنبية لمالكى القناة فى البلدان التى تشهد صراعات سياسية.
نعود للسؤال الذى طرحناه: هل ما تقدمه قناة «الجزيرة» من بعض البلدان العربية يعد تدخلاً فى شأن هذه البلدان؟، الاجابة: نعم، وما الفائدة التى ستعود على مالكى «الجزيرة» من صعود فريق وسقوط آخر؟، الاجابة: تنفيذا لمصالح مُلاك القناة أو الحكومات التى تديرها، أو تنفيذا لأجندة أجهزة أمنية لبلدان كبرى، السؤال الأخير: هل قناة «الجزيرة» ساهمت فى تصدع بعض الأنظمة العربية؟، الإجابة: لا، لأن هذه الأنظمة كانت قد تصدعت منذ سنوات.
إذا كان الأمر كذلك: لماذا ينزعج بعض حكام الدول العربية من قناة «الجزيرة»؟، لماذا يطالبون حكومة قطر بإغلاقها أو تعديل خطابها؟، الإجابة: لأنها تتعمد إثارة الفتنة، وتختلق الأخبار والأحداث، وتزيف وتنتقى وتلون وتؤول، فما تقدمه «الجزيرة» لا يمكن إدراجه ضمن الإعلام المحايد أو المنحاز بل يمكنك تصنيفه ضمن رسائل الكراهية، فـ«الجزيرة» تبث بالفعل الحقد والكراهية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف