مرسى عطا الله
كل يوم .. لست خائفا على السيسى!
هذه الحملات المدبرة لاستغلال أوجاع الغلاء فى ضرب شعبية الرئيس السيسى قد تجد لها بعض الصدى لدى قطاعات متذبذبة المشاعر تبنى حساباتها على المصالح الذاتية دون النظر إلى المصالح العليا للوطن، ولكن الغالبية العظمى من شعب مصر قادرة على دحر هذه الحملات بسلاح الوعى وعمق الإدراك لحقيقة الأوضاع التى تعيشها مصر!
نعم إن الناس تتوجع من الغلاء ولكنها تعلم يقينا أن أوجاع الدواء أخف ضررا من الاستسلام للمرض الخبيث الذى ظل ينهش فى جسد الاقتصاد المصرى لسنوات اعتمادا على روشتة المسكنات والمهدئات التى تخفف مؤقتا من حدة الشعور بالألم، ولهذا فإن شعبية السيسى قابلة للزيادة مهما بدت مؤشرات مؤقتة على انخفاضها تحت وطأة الغلاء لأن الناس سوف تدرك أن هذا الرجل اختار الطريق الصعب ليس فقط فى جدية الإجراءات وإنما فى القدرة على الصدق والتوقف عن خداع الشعب.
نحن إزاء رجل يسعى لإصلاح الحال المايل وكان بإمكانه أن يسعى لصنع أمجاد شخصية ولكنه ارتضى أن يكون جسرا للعبور بالوطن من الحاجة إلى الاكتفاء، وأظن أنه حزم أمره واتخذ قراراته الصعبة عن اقتناع دفين بأن ظروف الأوطان فى أوقات الأزمات لا يجوز التعامل معها بأرقام صماء أو بحسابات سياسية شعبوية وإنما تحتاج إلى شجاعة الإقدام على استنباط أفكار ورؤى غير تقليدية من خارج الصندوق.
لقد اختار السيسى بكامل إرادته هذا الطريق بوحى خالص من ضميره الوطنى رغم تحذيرات المعاونين القريبين منه ــ حسبما ذكر مؤخرا ــ وقرر إنه مهما يكن الثمن ومهما تكن التضحيات المرتبطة بشخصه لابد أن يقوم بدور الرافعة التى تنتقل بوطنه من أوضاع الخطر والغيبوبة إلى أوضاع الأمل والرجاء بصرف النظر عن أصداء الشعور بالألم من جراء الغلاء الذى سينحسر عما قريب كإحدى نتائج صدق التوجه إلى طريق الإصلاح!
وكل ما ذكرته فى السطور السالفة يدفعنى إلى القول بأعلى صوت إننى لست خائفا على السيسى الذى سينصفه شعبه اليوم قبل أن ينصفه التاريخ غدا!
خير الكلام:
>> إنك من معشر إذا وهبوا ما دون أعمارهم فقد بخلوا !