الجمهورية
حسن الرشيدى
خواطر طائرة .. تمكين الشباب لتولي المناصب.. مهم.. ولكن!
ان القيادة المصرية لا تحارب الإرهاب بمفردها ولكن الشعب المصري بأكمله بعمقه الحضاري والثقافي هو الذي يتصدي لتلك التنظيمات المتطرفة لأنها تتنافي مع معتقداته ومبادئه.. هكذا قال الرئيس عبدالفتاح السيسي عقب لقائه مع رئيس الوزراء المجري أوربان.. ومؤكدا أن الشعب المصري يسعي لتغيير واقعه منذ سنوات قليلة ماضية وعبر إجراءات اقتصادية قاسية إلا أنه تقبلها رغم صعوبتها ادراكا منه بأهمية تحمل تكاليف الاستقرار سواء تلك الخاصة بعملية الاصلاح الاقتصادي أو المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
فالرئيس السيسي يدرك تماما.. وعلي قناعة أن الشعب المصري يتحمل ويصبر لادراكه قيمة الاستقرار الذي ينعم به.. عقب ثورة 30 يونيه.. فالاستقرار والحفاظ علي الهوية الوطنية من أهم ثمار ثورة 30 يونيه التي خلصتنا من حكم الإخوان الإرهابي الفاشي.. وكشفت الخونة الذين حاولوا بيع الوطن.
في الحقيقة انه من أهم ثمار ثورة 30 يونيه التي تعد أهم وأعظم ثورة في تاريخ مصر.. لأنها ثورة شعبية حقيقية حماها الجيش وساندها.. هو انتهاج اسلوب المكاشفة والمصارحة.. وعدم نفاق المواطن علي حساب الوطن.
المكاشفة.. بحقيقة اوضاعنا الاقتصادية واصلاحها.. حتي لو كان الاصلاح مرا كالدواء.. هو ضرورة حتمية حتي لا تسدد الاجيال القادمة فاتورة ارجاء الإصلاح.. فعامل الاسرة الذي يقدر المسئولية ويتحملها.. لا يقبل ابدا ان يقرر تأجيل ديونه ومشاكله حتي يتحملها الابناء والاحفاد.. فالإصلاح الاقتصادي وان كان صعبا وقاسيا إلا أنه ضرورة حتمية.. لانقاذ الوطن.
وأري أنه من أهم ثمار ثورة 30 يونيه ايضا هو عملية تمكين الشباب من تولي المناصب القيادية.. وقد ظهر جليا اهتمام الدولة بالشباب.. وحرص الرئيس عبدالفتاح السيسي شخصيا علي الاستماع لمشاكل الشباب ومعرفة أفكارهم وما يدور في اذهانهم من خلال المؤتمرات الوطنية التي يحضرها الرئيس شخصيا.. وتنظم بصفة دورية.. فالدولة افسحت المجال للشباب لتولي المواقع القيادية وتم تعيين معاونين ومساعدين للوزراء والمحافظين من الشباب.. وقد اثبتت التجارب ان هناك شبابا مؤهلا ناجحا لديه رؤي وافكار وحلول لبعض المشاكل.. وقد استطاع بعض الشباب من خلال المؤتمرات ان يعبروا عن فكرهم المستنير.. وابداعهم.. وطاقاتهم الفائقة ولكن في الحقيقة بعض الشباب يفهم عملية "التمكين" بطريقة خاطئة.. ويتصور ان تمكين الشباب وتنصيبه في وظائف هامة ضرورة حتمية حتي لو كان التمكين علي حساب الجيل الاقدم والأكبر والاكثر خبرة.
فالشباب الذي يتولي منصبا قياديا لابد أن يكون مؤهلا لهذا المنصب.. بعمله وكفاءته وليس بصوته العالي أو حنجرته القوية.. أو ارهاب الاخر.. او اجادة اساليب النفاق الذي يفسد المجتمع فالتواصل بين الشباب والكبار ضروري.. فلابد من الاستفادة بخبرة الكبار وطاقة الشباب.. وزرع الثقة وترسيخها بين الشباب والكبار.. فالشباب يجب ان تكون لديه قناعة تامة بخبرة الكبار وان التجارب عبر الزمن قد اثقلتهم وعلمتهم.. وايضا يجب ان يدرك الكبار ان الشباب لديه طاقات فاعلة يجب الاستفادة منها.. وان هناك شبابا.. مبدعا وبارعا استطاع ان يستغل ويستثمر وسائل تكنولوجيا المعلومات.. ويجندها لخدمته وتأهيله وتطوير أدائه.
فالثقة يجب ان تكون متبادلة بين الشباب والكبار.. حتي تكون عملية تمكين الشباب لتولي المواقع القيادية سليمة.. ومفيدة تصب في خدمة الوطن وتطويره.
يجب علي الشباب ان يؤمن بخبرة وتجارب الكبار.. وينبغي علي الكبار ان يحترموا طاقات الشباب وقدرتهم علي العمل والابداع.. فالتواصل والتكامل بين الكبار والشباب لا شك يؤدي لتنمية المجتمع بالعمل والإنتاج.
ولا يمكن أن ينهض أي مجتمع إلا بالعمل والإنتاج.. والاخلاق التي ترسخ القيم والمبادئ النبيلة.
الهجرة غير الشرعية.. وأطفال بؤساء!
الهجرة غير الشرعية ليست جديدة.. للبحث عن فرص عمل أفضل.. وتحقيق طموح الثراء.. ولكن الجديد الذي ظهر جليا في السنوات الاخيرة.. هو اقدام اطفال صغار علي الهجرة غير الشرعية عبر البحر.. وتعرضهم للموت.. بعد تسديد ثمن الهجرة القاتلة من دم الاب أو الأم.. فالأسرة تدفع 25 ألف جنيه من لحمها الحي وقد تبيع ممتلكاتها او تقترض لتجميع هذا المبلغ وتسديده لتجار الهجرة غير الشرعية تحت ضغط طفلها الذي يهدد بالرحيل ومغادرة المنزل.. أو الانتحار حتي يستجاب لطلبه بالهجرة.
ما أكثر الاطفال الذين غرقوا في مياه البحار.. أو أكلتهم الاسماك بعد تعطل المراكب المتهالكة التي تحملهم.. ورغم ذلك يصر اطفال اخرون علي خوض التجربة.
اعجبني التحقيق التليفزيوني الذي اجراه الاعلامي وائل الإبراشي حول حياة الاطفال المصريين الذين هاجروا إلي إيطاليا بطريقة غير شرعية.. وتعرضوا للخطر.. وشاهدوا اطفالا يموتون في عرض البحر.. وبعض المراكب التي كانت تحمل حوالي 500 مهاجر قد غرق كل من عليها.
التقرير تضمن حياة الاطفال القاسية بعد عبورهم البحر.. في ملاجئ إيطاليا.. أو في الشوارع.. واستغلالهم في العمل بتجارة المخدرات والدعارة.
ولكن أهم ما في القضية.. اعتراف الاطفال بالندم.. وسوء أحوالهم.. وسواد معيشتهم وان الامل الذي كان يحدوهم مجرد سراب.. وأوهام.
لقد اعتصرني الألم والوجع من حياة البؤس والعذاب التي يعيشها هؤلاء الاطفال.
أحلي المباريات في كأس العالم للقارات
تابعت مباريات كأس العالم للقارات لكرة القدم.. التي انتهت بفوز المانيا بالبطولة.. بعد تغلبها تشيلي بهدف نظيف.. في لقاء رائع فيه المتعة والاثارة.. والندية.. والكرة الحلوة.
ما أجمل تلك المباريات.. في هذه البطولة التي تألق فيها نجوم كبار مثل رونالدو البرتغالي العالمي الذي لم يصل للنهائي.. واليكس سانشيز التشيلي الذي بلغ النهائي ولكنه خسر امام الماكينات الالمانية الشابة التي تألقت في جميع مبارياتها واستحقت الفوز بالكأس.
في الحقيقة.. كل من يشاهد مثل هذه البطولات ومبارياتها يدرك ان الكرة في مصر.. محلك سر.. ولا تتحرك قيد انملة.. رغم ان الدول حولنا تتطور وتنهض كرويا.
بصراحة.. لا يستطيع المرء أن يشاهد مباريات كرة مصرية.. بعد مشاهدة الابداع الكروي والمهارات الفنية الراقية واللياقة البدنية العالمية والخطط والتكتيكات المناسبة لكل مباراة.. في بطولة العالم للقارات.
كرة القدم تتطور حولنا بسرعة فائقة.. بينما نحن نستمر في انشغالنا وتضييع اوقاتنا وجهودنا في خناقات.. ومشاكل اهلاوية وزملكاوية!!
المطار الحزين!
عندما وطأت قدماي.. أرض مطار القاهرة.. بعد غيابي عدة أيام لسفري خارج القاهرة.. احسست ان الحجر والبشر داخل هذا الميناء الدولي.. يغلبه الحزن العميق.. ويتألم لرحيل اللواء عبدالناصر حامد مدير المباحث الجنائية الذي وافته المنية بعد رحلة عذاب مع المرض.
كان اللواء عبدالناصر رحمه الله.. عاشقا لعمله.. لا يغادر مكتبه إلا قليلا ونادرا للاطمئنان علي اسرته.. وترك بصمة واضحة ايجابية قوية في موقعه كمدير للمباحث.
جميع العاملين بالمطار.. والجمارك.. وشركات الطيران والسياحة.. وغيرهم من يترددون علي المطار اصابهم الحزن لرحيل هذا الرجل المخلص الامين الذي احب العاملين فأحبوه.. لأنه لم يظلم أحدا.. أو يفتري علي عامل.. أو يستغل موقعه.. بل كان يمد يده لمساعدة الاخرين.. ومراعاة حقوقهم.. ويؤدي رسالته الوطنية بأمانة واخلاص.
كان اللواء عبدالناصر حامد يحمل عبئا ثقيلا في عمله.. ومرضه.. ولكن صبره كان عظيما.. رحم الله الفقيد ونسأل الله أن يدخله فسيح جناته.
** كلام أعجبني
أنا لا أعرف السلاح الذي سيستخدمه الإنسان في الحرب العالمية الثالثة.. لكني اعرف انه سيستخدم العصا والحجر في الحرب العالمية الرابعة.
"البرت اينشتاين"
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف