ريهام مازن
من قلبي .. السفيرة شارلوتا سباري!!
شارلوتا سباري، هي سفيرة فوق العادة خارج بلادها.. هي سفيرة مملكة السويد بالقاهرة، لكنها مع الأسف، تُنهي فترة عملها كمبعوثة لدولتها في مصر، وستغادر القاهرة بعد 10 أيام عائدة إلى ديارها.
وبمناسبة عيد السويد القومي، يوم الأحد 2 يوليو، أقامت السفيرة في مصر مؤخراً "ريسيبشن" حفل استقبال كبير وفي هذه المناسبة أعلنت عن رحيلها للجميع.. وجاءت كلمتها مؤثرة ونابعة من قلبها.. ففي البداية انطلقت مهنئة الجميع بعيد المملكة القومي، ثم استرسلت لتؤثر قلوب الجميع بأسلوبها الراقي والجذّاب في الحديث، لتقول وعيناها تدمعان على فُراق مصر، التي تسكن قلبها وهي تختتم كلمتها: "إنني شرفت بالعمل في مصر أم الدنيا" وقالت "أم الدنيا" بالعربية، ليصفق لها الجميع منبهرين بها.
في الحقيقة، طوال فترة عملها كسفيرة لبلادها في القاهرة وهي مثال يحتذ به في النشاط والحيوية والعزم والهمة والتعاون، خاصة مع الصحافة والإعلام، فتتعامل بمنتهى "الشياكة" واللباقة والتواضع مع الجميع.
جمعني بها قدر من الصداقة وصديق مشترك، وهو سويدي الأصل، يعمل مصمم أزياء، ومن خلال قربي منها، علمت أنها تعمل عن كثب مع الآخرين، في خدمة بلادها والبلاد التي تخدم فيها، فكانت شارلوتا حريصة على أن تعمل بدون وسيط مع الصحافة، فبالرغم من وجود منسق إعلامي، إلا أنها كانت تُفضّل أن تلتقي وتستمع إلى الصحافيين المصريين، وتسترشد بآرائهم وتستمع لوجهة نظرهم في الكثير من الأمور والقضايا.
من قلبي: شارلوتا نموذج متميز في عالم الدبلوماسية في كل مكان، نتمنى أن يكون هناك المزيد من أمثالها ممن يخدمون في مصر ويتعاونون مع الإعلاميين لنقل الصورة الحقيقية عن مصر لبلادهم، فأمثال شارلوتا مشّرفين لبلادهم وللبلاد التي يخدمون فيها!
من كل قلبي: بالرغم من أننا نمر بظروف اقتصادية قاسية جداً وصعبة للغاية علينا جميعاً، لكن علينا ألا نغفل أنه لولا أننا نسير على الطريق الصحيح، لما وجدنا ببلادنا نماذج رفيعة المستوى، تبكي فُراق مصرنا وتدعو الآخرين من أمثال مهنتها في العالم للعمل في مصر أم الدنيا ... اللهم أحفظ مصرنا وبارك لنا يا رب العالمين.