فريد إبراهيم
بالحسني .. 432 مشهداً لتعاطي الخمور
رصدت جمعية حماية المشاهدين 432 مشهداً في دراما رمضان يتعاطي فيه الممثلون المخدرات والخمر والتدخين بأنواعه حتي شغلت هذه المشاهد 19% من المساحة الزمنية لمسلسلات رمضان. بل لم تكن كل هذه المشاهد في اطار تقبيح هذا السلوك وانما جاء بعضها كسلوك عادي لفئات معينة غير مذموم اجتماعياً أو دينياً ولا أثر له علي سلوك صاحبه.
ويصبح السؤال الذي يهم المجتمع كله : ما هي مهمة الدراما في حياة المجتمعات؟ وهو سؤال يمكن طرحه بشكل آخر وهو : هل نحن جادون في محاولة اعادة المجتمع الي قيمه العليا..؟ أو لماذا نجهد انفسنا في الحديث عن اعادة القيم الاخلاقية ونحن نحرص علي هدمها بآليات اعلامية شديدة التأثير وتصل الي كل فئات المجتمع والي كل مكان فيه.
سيقول البعض من الناس : إن مهمة الدراما نقل الواقع كما تري بعض المدارس الأدبية ونقول : هل يصلح هذا المنهج في شعوب تعاني أزمة اخلاقية شديدة الوطأة باتت تؤثر علي بقائها.. أم أن الشعوب المأذومة يختار لها نخبتها وسادة اعلامها ما يساعد في بنائها لأنها لا تتحمل ترف مدرسة نقل الواقع. الذي تتحمله الأمم القوية التي لا تعاني أزمات تهدد مستقبلها الاجتماعي وهويتها.
وإذا كانت الدراما لا تحاول المشاركة في اعادة البناء الخلاق للأمة واعادة بنيتها القيمية التي قامت عليها الأمة الاسلامية ولا تستطيع هذه الأمة النجاح والصمود الا من خلال هذه القيم فلماذا تتحمل الأمم التي لا تجد لقمة عيشها فاتورة هذا الانتاج الباهظ.
وإذا كان النموذج والمثل الأعلي هو الآلية الأقوي والمؤثرة في الشباب فلماذا نقدم له هذا النموذج معاقراً للخمر. وبلا قيم ثم نجمله في عيونه بطريقة يتعاطف فيها المشاهد مع السارق والزاني والمرتشي وغير ذلك من النماذج التي تشد المجتمعات الي الخلف.
هل نحن مغيبون عن واقعنا وعما نحن مقدمون عليه أم أن الأمر غير ذلك وأن هناك من يريد لنا أن نسقط الي النهاية ويخطط لذلك وينجح فيما يخطط له.
إن الأمر جد خطير وإذا كنا ندعو الي استخدام الدراما في غرس القيم الصالحة لانها أقوي من منبر المسجد الذي يستخدم الوعظ المباشر في رسالته وهي تستخدم منهجاً أكثر تأثيرا.. فها هي الدراما تضرب القيم في مقتل أي أننا نتراجع درجتين ولا نتقدم أبداً. الدرجة الاولي أننا لم نستخدم الدراما في غرس القيم السامية والثانية قدمنا قيما منحطة ودعونا الي كل ما يضر ويقضي علي هويتنا الاسلامية التي جوهرها مكارم الأخلاق. أخيرا فإن مما رصدته مؤسسات أخري أن الدراما الدينية تراجعت في رمضان بشكل واضح وهو أمر يثير العجب فبعضهم يقول انها مكلفة والبعض الآخر يقول إن الحملات الشديدة علي الدين الاسلامي وعلي رموزه كانت وراء هذا التراجع حيث اتهم صلاح الدين بالدموية وكذلك عقبة بن نافع فأصبح تقديم شخصية اسلامية تمثل نموذجاً في الأخلاق والعدالة والالتزام عرضة لهجوم وشك في نيات وضمائر فتخلي الجميع عن المغامرة.